قررت الجامعة الوطنية لأرباب المخابز والحلويات بالمغرب الدخول في إضراب وطني قبل متم شهر مارس الجاري، بسبب "عدم التزام الحكومة بوعودها المتمثلة في الجلوس إلى طاولة الحوار لحل المشاكل العالقة، وعلى رأسها تنفيذ البرنامج التعاقدي بجميع حذافيره". وقال الحسين أزاز، رئيس الجامعة الوطنية لأرباب المخابز والحلويات، إن "المهنيين يتعبأون الخوض هذا الإضراب الوطني الذي جرى تأجيله مرات عدة، لفسح المجال أمام الحكومة، لتنفيذ وعودها بحل مشاكل القطاع، من خلال التطمينات التي تلقتها الجامعة". وأوضح أزاز، في تصريح ل"المغربية"، أن "المهنيين عبروا عن حسن نيتهم في أكثر من مرة، لكن الحكومة تقابل هذا الأمر بالتملص من تنفيذ وعودها، المتمثلة في الشروع في تفعيل البرنامج التعاقدي الموقع معها، ومحاربة القطاع غير المهيكل، وتحيين سعر الخبز، وبالتالي، تجنيب القطاع أي احتقان هو في غنى عنه". وأضاف أن "المهنيين لا يهددون أحدا، وخطوة الإضراب جاءت بعد أن نفد صبرهم، وتفاقمت مشاكل القطاع"، داعيا الحكومة إلى ترجيح كفة العقل، والجلوس إلى طاولة الحوار، والالتزام بوعودها التي قطعتها للمهنيين، موضحا أن مدة الإضراب ستحدد خلال الاجتماعات الجهوية والإقليمية لمندوبي الجامعة. وتقدم أزاز باسم مهنيي القطاع بالتعازي إلى أسر ضحايا انفجار قنينة غاز بمخبزة في حي القدس بالبرنوصي بالدارالبيضاء، ما أدى إلى مصرع 6 أشخاص لحد الآن، فيما ظل شخصان يرقدان بالمستشفى. وكان قرار الإضراب الوطني اتخذ في اجتماع للجامعة في فبراير المنصرم، بمدينة مكناس. واستنكر أزاز "منع أعضاء الجامعة الوطنية من قبل السلطات المحلية في مكناس، بعد إلغاء الترخيص الذي منح لهم سابقا، قصد عقد اجتماعهم، في غرفة التجارة والصناعة بالمدينة"، مشيرا إلى أن المسؤولين بالغرفة فاجأوا المهنيين في آخر لحظة بالتراجع عن الترخيص الذي منحوه لهم. واستنكر مهنيو القطاع "التصريحات الأخيرة، لمحمد الوفا، وزير الشؤون الاقتصادية العامة والحكامة، التي "هاجم فيها المهنيين، وهددهم بإقفال مخابزهم في حالة إضرابهم، وكذا اتخاذ تدابير عقابية ضدهم، كما قلل فيها من أهمية القطاع بقوله إن الشعب غادي ياكل غير الملاوي". وشدد أزاز على أن "القطاع أثبت أنه قطاع مواطن ومع السلم الاجتماعي والمحافظة على القدرة الشرائية، بيد أن ذلك يجب ألا يكون على حساب أوضاع المهنيين، الذين انتظروا سنوات من أجل تحسينها". يشار إلى أن البرنامج التعاقدي لأرباب قطاع المخابز يتضمن "تأهيل وعصرنة القطاع، وتحسين وضعية المهنيين وأرباب المخابز والحلويات، وسن تسعيرة تحفيزية خاصة بالكهرباء للمهنيين، والتكوين والتنظيم، وإخراج مدرسة الخبازة إلى حيز الوجود، وإدماج القطاع غير المهيكل، إلى جانب معالجة الإشكالات المطروحة سواء على مستوى الضرائب، والتمويلات البنكية، والضمان الاجتماعي، وترشيد استهلاك الخبز".