يعرض المغرب حاليا مؤهلاته السياحية المتعددة وتنوع عرضه السياحي في البورصة الدولية للسياحة التي افتتحت أبوابها بلشبونة أمس الأربعاء بمشاركة أكثر من ألف من مهنيي السياحة يمثلون 36 بلدا. وتشكل مشاركة المملكة في هذا المعرض الذي بلغ دورته ال36 فرصة لتعزيز وإعادة تموقعه كإحدى الوجهات التقليدية والترويج لمنتوجات سياحية جديدة واستكشاف زبناء جدد من خلال اطلاعهم على ثقافة وأذواق البلاد. وتتكرس هذه الفرصة خصوصا من خلال سوق برتغالية سياحية واعدة وإقبال جيد لشركات الأسفار والسياحة المحلية على وجهة المغرب بفضل جودة منتوجاته السياحية وقربه الجغرافي والتراث المشترك بين البلدين. ويتميز الجناح المغربي الذي زارته سفيرة المغرب بلشبونة السيدة كريمة بنعيش ، بتصميم عصري يستوحي التقاليد المعمارية التي تميز روح التاريخ المغربي وهو يقدم صورة أصيلة لألوان ورموز بلد ذي جاذبية ومتنوع ومعروف بكرم الضيافة. ويقدم الجناح المغربي المقام من قبل المكتب الوطني المغربي للسياحة على مساحة 108 متر مربع والذي تزينه المنتجات التقليدية الرائعة، على زواره مجموعة من المنتجات التي تعكس مهارة وخبرة الصانع التقليدي على إيقاع نغمات موسيقى تراثية. كما يقدم الجناح للمهنيين والزوار معطيات توثيقية عبر دعائم مختلفة ( منشورات ولوحات وشاشات تفاعلية ..) تعرف بأم المحطات السياحية المغربية وتعكس نقط الجذب الثقافية والسياحية بالبلاد وجمالية المواقع الطبيعية وجاذبية المدن التاريخية. وتشكل المشاركة المغربية من خلال المكتب الوطني المغربي للسياحة والمجالس الجهوية للسياحة بكل من طنجة -تطوانومراكش وفاس وأكادير وعدد من الفاعلين الممثلين لشركات فندقية ، إحدى أهم المشاركات في هذا المعرض الدولي . ومن المقرر أن ينشط الفاعلون المغاربة الحاضرون في المعرض على مدى خمسة أيام من أجل تعزيز علاقاتهم المهنية وربط شراكات واستقدام مزيد من السياح من خلال استكشاف الأسواق السياحية بالبلدان الناطقة بالبرتغالية وخصوصا البرازيل وذلك عبر البوابة البرتغالية . وقد استقطب المغرب خلال سنة 2013 حوالي 63 ألف سائح برتغالي بارتفاع بنسبة 11 بالمائة مقارنة بالرقم المسجل سنة 2012 وفق ما أعلنه عبد اللطيف العياشي مدير تمثيلية المكتب الوطني المغربي للسياحة بلشبونة بهذه المناسبة . كما شهد عدد الليالي السياحية، وفق المصدر نفسه، ارتفاعا بنسبة 10 بالمائة السنة الماضية حيث كانت مراكش ثم السعدية من أولى المحطات السياحية التي حظيت بإقبال السائح البرتغالي الذي غالبا ما يفضل السياحة الشاطئية. ووفق المصدر نفسه فقد أبرم المكتب الوطني المغربي للسياحة اتفاقية شراكة مع شركة الطيران البرتغالية " تاب" لتنمية تدفق السياح نحو المغرب خصوصا من خلال رحلات يومية نحو الدارالبيضاء وخمس رحلات أسبوعية نحو طنجة وأربع رحلات مماثلة نحو مراكش وهو ما سيوفر 25 ألف مقعد إضافي أي بزيادة قدرها 70 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية. يذكر في هذا السياق أن الخطوط الملكية المغربية تدرس حاليا إمكانية تنظيم رحلة يومية بين الدارالبيضاء ومدينة بورتو البرتغالية وهو المشروع الذي قد يرى النور ابتداء من نونبر المقبل. ويسعى المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى إبرام شركات مع شركات أسفار سياحية برتغالية أخرى غير تلك التي تنشط فعلا في المغرب ك " سولتروبيكو" و و" أبرو" و"فياجيم تور" بهدف حث شركات أسفار جديدة ك" جاد ترافل " و" سونهاندو " وغرانتور" على تعزيز برمجتها واستقطاب شريحة جديدة من الزبناء. ومن جهته أكد عبد الغني الركالة مدير المجلس الجهوي للسياحة بطنجةتطوان أن المشاركة في المعرض الدولي لبرشلونة يندرج في إطار استمرارية الاتصالات التي تمت مباشرتها في نونبر ودجنبر الماضيين من أجل إطلاق ربط جوي مباشر بين لشبونة وطنجة مشددا على الأولية التي تحظى بها الأسواق القريبة. وقال إن هذه الاتصالات ستستمر من أجل برمجة قوية لوجهة المغرب السياحية ليس فقط من خلال الربط الجوي بل أيضا من خلال النقل الطرقي عبر استثمار عامل القرب الجغرافي مؤكدا أنه بعد معرض برشلونة سيتم القيام بمبادرات أخرى للترويج للمنتوج السياحي لطنجة -تطوان وخصوصا في مناطق " الغارفي " التي تزخر بمؤهلات مهمة حيث أن مدينتي فارو وطنجة ترتبطان باتفاقية توأمة. ويشكل معرض لشبونة الدولي للسياحة لذي يعد ملتقى لمهنيي السياحة في مختلف فروعها مناسبة للاطلاع على العروض المتغيرة لعدد من الوجهات السياحية وكذا على العلامات التجارية الكبرى التي تنشط صناعة الأسفار . ويقام العرض على مساحة30 ألف متر مربع وينتظر أن يستقطب 65 ألف زائر هذه السنة.