دعت امبركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون اليوم الأربعاء في جنيف إلى تعبئة المجتمع الدولي من أجل تبني مقاربات وقائية في مجال حقوق الإنسان. أكدت بوعيدة، في كلمة باسم المجموعة الفرنكفونية في جلسة عامة لمجلس حقوق الإنسان، أنه "في إطار النضال اليومي للمنتظم الدولي لإقامة مجتمعات تحترم حقوق الإنسان، فإن تبني مقاربات وقائية أصبح أكثر أي وقت مضى ضرورة ملحة". وقالت الوزيرة، خلال حوار من مستوى عال حول إنعاش مقاربات وقائية داخل نظام الأممالمتحدة، إن "هذه التعبئة يجب أن تتعزز بمبادرات ملموسة وإصلاحات لفائدة محاربة الإفلات من العقاب وإنعاش ثقافة حقوق الإنسان، ولاسيما من خلال التربية على حقوق الإنسان. وأضافت أن المجموعة الفرنكفونية "تود التأكيد على أهمية انخراط أكبر والتزام دائم لفائدة المعايير الدولية لحقوق الإنسان وآليات متابعة تنفيذها على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية". وأشارت بوعيدة إلى أن المجموعة تلاحظ بأسف نموا متصاعدا لحالات موثقة لانتهاكات حقوق الإنسان عبر العالم كما يدل على ذلك العدد المتزايد للحالات التي تم إبلاغها لمجلس حقوق الإنسان منذ إنشائه. وقالت إنه بفضل التكنولوجيات الحديثة للإعلام لا يمكن إخفاء هذه الخروقات بسهولة، سواء كانت معزولة أو كثيرة أو ممنهجة، مسجلة أن المجموعة الفرنكفونية تعتبر أن المجتمع الدولي مطالب بتكثيف جهوده للحيلولة دون ارتكاب خروقات في مجال حقوق الإنسان، خاصة بواسطة الآليات الدولية. وأكدت أن النهوض وحماية حقوق الإنسان تبقى ضمن المسؤوليات الأولى للدول، مشيرة إلى الدور الهام الذي يضطلع به مجلس حقوق الإنسان وآليات متابعة تنفيذ المعاهدات، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان في مواكبة الدول في جهودها على المستوى الوطني ومساعدتها على إيجاد مناخ وفضاء مناسبين للوقاية من ارتكاب خروقات في مجال حقوق الإنسان. وأضافت الوزيرة أن المجموعة الفرنكفونية تشجع على المصادقة على الآليات الدولية في مجال حقوق الإنسان وبلورة تشريعات مطابقة لهذه المعايير وإشعاع ثقافة حقوق الإنسان. وشدت على الدور الأساسي الذي تضطلع به المنظمات غير الحكومية والفاعلين في المجتمع المدني في مجال الوقاية من انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة عبر مرافعاتهم لدى السلطات العمومية وفي مجال تأطير وتحسيس المواطن. حضر هذا اللقاء السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدةبجنيف عمر هلال. وعلى هامش الدورة 25 لمجلس حقوق الإنسان أجرت بوعيدة في اليومين الماضيين سلسلة لقاءات ثنائية ومباحثات مع مسؤولين أمميين رفيعي المستوى، من بينهم المفوض السامي للاجئين، أنطونيو غوتيريس والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي.