مع حلول شهر رمضان الكريم، يجدد المغاربة موعدهم مع عدد من الطقوس الروحية العريقة، ومن أبرزها أمسيات الإنشاد، والسماع الصوفي، والمديح النبوي، التي يتم إحياؤها عبر ربوع المملكة في إطار مهرجانات وحفلات خاصة. ويتميز فن الإنشاد في المغرب بتنوع أساليبه ومواضيعه، فهناك من ينشد هذا المديح بالطريقة الشرقية، وهناك من ينشده بالطريقة المغربية الأصيلة، إما في قالب يطبعه الملحون، أو الأندلسي، أو السماع الصوفي، أو في إطار المزج بين كل هذه الفنون. للتعريف أكثر بفن الإنشاد في بلدنا، تجري "الصحراء المغربية"، طيلة شهر رمضان، حوارات مع العديد من المنشدين المغاربة، لتسليط الضوء على مساراتهم الفنية وإبراز مشاركاتهم القيمة في المحافل والمسابقات الدولية التي تخص الإنشاد، والتي بوأت العديد منهم أعلى المراتب وأسماها.
كيف بدأ عبد الحق مولوع مشواره في فن الإنشاد؟ بدأت فن الإنشاد منذ كنت تلميذا بمدارس الابتدائي، إذ كنت مولوعا بالأغاني، وقد أرشدني بعض الأصدقاء الذين كانوا يسمعونني بين الفينة والأخرى، إلى مزاولة وأداء الأناشيد الدينية. حقيقة لما انتقلت إلى هذا الصنف من الفن وجدت راحة الروح فيه، ومضيت أحترفه رفقة مجموعة من الفنانين المعروفين في هذا المجال، وعندما اكتسبت تجربة كبيرة في فن الإنشاد، بدأت أنظم الكلمات.
-كيف تسير حاليا مسيرتك الفني؟- بعد أن فزت بجائزة الشباب للإنشاد بالدار البيضاء سنة 1992، توقفت بعدها لفترة وجيزة عن الإنشاد لظروف شخصية، ولما تعرفت على مجموعات تنشط في مجال الإنشاد، اندمجت بها، وحاليا مازلت أزاول الإنشاد في المناسبات الدينية وبعض الأمسيات، كما هو الحال في شهر رمضان الأبرك.
-كيف ترى فن الإنشاد الديني بالمغرب؟ الإنشاد الديني بالمغرب يبقى للأسف محصورا بين الزوايا والمناسبات الدينية، رغم تميز المنشدين، وخير دليل على ذلك تألق عدد من المنشدين المغاربة في برامج ومسابقات تُقام خارج أرض الوطن، ويظل الإنشاد بالمغرب حبيس المناسبات الدينية أو بعض الحفلات التي لا ترقى إلى تألق المنشد بشكل عام، وهو ما يجعل المنشدين المغاربة يفضلون المشاركة في بعض المسابقات التي تهتم بهذا الفن الراقي والنبيل، خارج المغرب، مثل مسابقة "منشد الشارقة" والتي عرفت تألق الإنشاد المغربي.
في رأيك لماذا لا يتألق المنشدين بالمغرب عدم تألق المنشدين بالمغرب راجع بالأساس إلى عدم الاهتمام به داخليا، من حيث تنظيم مسابقات أو مهرجانات خاصة، تجعل الإنشاد الديني بالمغرب يحظى بما يحظى من اهتمام، إذ أن مثل هذه المسابقات أو المهرجانات من شأنها أن تعطي لفن الإنشاد الديني مكانته، وبالتالي الانفتاح على تجارب متعددة، واكتشاف المواهب من خلال المسابقات، كما هو الحال بالنسبة للغناء بشتى أنواعه وأساليبه.