في ثاني جلسة لمحاكمة توفيق بوعشرين، مدير نشر يومية "اخبار اليوم"، التي تعقد في سرية، اليوم الاربعاء، أمام غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بالدارالييضاء، يبدو أن هذه السرية لم تطبق فقط على وسائل الإعلام بل طالت حتى المحامين غير المعنيين بالملف. ففي قرار لنقيب هيئة المحامين بالدارالبيضاء، حسن بيراوين، خلال انعقاد جلسة اليوم، غادر المحامون الذين لا ينوبون عن اطراف محاكمة بوعشرين قاعة الجلسات رقم 7، التي تحتضن أطوار الملف، احتراما لقرار المحكمة بعقد باقي الجلسات في سرية. قرار النقيب وحسب ما استقته "الصحراء المغربية" من معطيات بالمحكمة، تبين انه اتخذ بعد الملتمس الذي تقدم به دفاع الطرف المدني "المشتكيات والمصرحات" وطالب فيه من رئيس هيئة الحكم ان يغادر المراقبون الجلسة مادامت سرية. ملتمس دفاع الطرف المدني جاء، حسب المعطيات ذاتها، بعد حضور المحامي عبد العزيز النويضي، من هيئة الرباط، الذي يمثل منظمة "هيومن رايتش ووتش" كمراقب في هذا الملف، لكونه حضر اليوم ولم يحضر في الجلسة السابقة ليوم اول امس الاثنين. وبعد موافقة المحكمة على ملتمس دفاع المطالبات بالحق المدني، ومغادرة المحامي لقاعة الجلسات رقم 7، يبدو حسب المعطيات ذاتها، ان النقيب بيراوين الذي يحضر إلى جانب النقيب عمر ودرا، رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، اللذان يحضران في اطار الأعراف والتقاليد لتنظيم هذه الجلسات السرية، (النقيب) اختار تعميم قرار المغادرة على نفسه وعلى باقي المحامين الذين يحضرون للجلسة حيث طلب منهم مغادرة الجلسة ماداموا غير معنيين بالملف ولا ينوبون عن اطراف القضية بشكل رسمي، احتراما للسرية. وظهر هؤلاء المحامين إلى جانب النقيبين بيراوين وودرا يغادرون قاعة الجلسات، يحملون بذلهم بين ايديهم، كما تبين أن القرار لم يرق لهم اذ وصفه بعضهم ب"المؤسف". وحسب المعطيات ذاتها، فإن ممثل النيابة العامة، سار في توجه النقيب، مادامت المحكمة صدرت قرارا بسرية الجلسات، وطالب المحكمة بالابقاء على قرارها، وقبل ان تصدر المحكمة قرارها، غادر المحامون غير المعنيين القاعة. ويحضر هؤلاء المحامون في اطار ما يسمح به قانون المهنة واعرافها للجلسة حتى وهي تعقد في سرية ماداموا يرتدون للبذلة المهنية وسبق ان أدوا القسم المهني.