أعطيت الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية للتواصل حول الوقاية من مخاطر وفيات الأمهات والمواليد الجدد، مساء أول أمس الثلاثاء الدارالبيضاء، من قبل "جمعية الحياة- سلاسل الحياة"، التي تحظى بالرئاسة الشرفية للأميرة للازينب جانب من لقاء انطلاقة عملية التحسيس بوقف وفيات الرضع (الصديق) بحضور وازن، ضم وزير التربية الوطنية ووزير الثقافة، وممثلي وزارة الصحة والسلطة المحلية، وبرامج التنمية البشرية، وعدد من القطاعات الحكومية الأخرى، إلى جانب ممثلي التأمين الصحي وشخصيات أجنبية وفاعلين جمعويين. وترمي الحملة الوطنية إلى إنقاذ حياة 10 آلاف رضيع، تبعا إلى أن المغرب يشهد وفاة 10 آلاف رضيع سنويا، أوإصابتهم بإعاقة مدى الحياة، وتسجل وفاة 12 ألف مولود جديد، خلال 28 يوما من حياتهم، 24 ألفا يعانون إعاقة مدى الحياة، علما أن 75 في المائة من هذه العاهات يمكن تجاوزها، مع وفاة 700 أم سنويا، أثناء الحمل أو خلال الوضع، و12 ألفا يتعرضن لإعاقة مدى الحياة، حسب ما كشف عنه البروفيسور إدريس العلوي، رئيس "جمعية الحياة - سلاسل الحياة"، خلال مداخلته في اللقاء المذكور. وأشار العلوي إلى أن 3 ملايين مولود جديد يموتون سنويا عبر العالم، خلال 28 يوما من الحياة، 99 في المائة يموتون في الدول السائرة في طريق النمو. وقال "رغم الجهود المبذولة من قبل المغرب، فإن مشكلة وفيات الحوامل والرضع تظل مقلقة". وتهدف الحملة التواصلية إلى تمرير رسائل تحسيسية باللغات العربية والفرنسية والأمازيغية، عبر وسائل الإعلام المسموعة، وتوزيع أزيد من 8 ملايين و200 ألف منشور، و300 ألف ملصق، في عدد من المؤسسات والأماكن العمومية. وتركز الحملة على 4 حركات أساسية، تضمن إنقاذ حياة الوليد الجديد وتقيه التعرض لإعاقات مدى الحياة، أولها عنصر النظافة، من خلال حرص عاملي الصحة على نظافة أيديهم بشكل جيد بالماء والصابون، وتنظيف الأم، إذ أن أكثر من 20 في المائة من التعفنات التي يتعرض لها المواليد الجدد تحدث خلال الوضع، وهي مسؤولة عن 30 إلى 40 في المائة من وفيات المواليد الجدد بالمغرب. أما الحركة الثانية، فتتمحور حول تمكين الوليد من الحرارة المناسبة له، مباشرة بعد الوضع، من خلال تنشيفه، ووضعه على صدر أمه، الجلد على الجلد، ووضع واق ساخن على الرأس، فإذا لم يجفف الوليد الجديد في مكان بارد، فإنه يفقد نصف درجة في كل دقيقة، وفي 7 دقائق، يكون انخفاض حرارته مميتا. وتتمحور الحركة الثالثة حول اتخاذ جميع السبل السريعة لمساعدة الوليد على التنفس، من خلال إزالة الإفرازات من فمه وأنفه، لأن 5 إلى 10 في المائة من المواليد الجدد لا يتنفسون عند الولادة، علما أن الاختناق يكون مسؤولا عن 19 في المائة من وفيات المواليد عبر العالم. وأخيرا، التشديد على إعطاء الوليد حليب الأم وحده لمدة 6 أشهر، علما أن الرضاعة تحمي الأم من سرطان الثدي بنسبة 28 في المائة، ومن سرطان المبيض ب21 في المائة، كما تحمي المولود من مجموعة من الأمراض، مثل السكري، والربو، وأمراض الأذنين، والتعفنات الهضمية. يشار إلى أن "جمعية الحياة- سلاسل الحياة" تنفذ مجموعة من الأعمال والأنشطة التي تساعد على تطبيق السلاسل الأربع للحياة، منها تكوين المولدات، وتوفير المعدات المساعدة على إسعاف الوليد الجديد لدى القابلات، إلى جانب المساهمة في تجهيز أقسام التوليد في عدد من المؤسسات العمومية. ودخل مخطط خفض نسبة وفيات الأمهات والمواليد في المغرب عده العكسي، الرامي إلى بلوغ أهداف الألفية للتنمية بحلول 2015، التي التزم بها المغرب، لخفض وفيات الأمهات بثلاثة أرباع، وبثلثين بالنسبة إلى وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات، في أفق 2015. ووضعت وزارة الصحة مخطط عمل ذي أهداف في أفق 2016، يرمي إلى خفض وفيات الأمهات من 112 إلى 50 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، وخفض وفيات المواليد من 19 إلى 12 وفاة لكل ألف ولادة حية، وفق مخطط يشتمل على 51 إجراء، ينقسم بين ما يتعلق بوفيات الأمهات ووفيات المواليد. وتفيد المعطيات الرسمية بحمل ألف و757 امرأة في اليوم، 266 منهن يحتجن إلى تدخل جراحي مستعجل، وحاملتان منهن تفقدان حياتها بشكل يومي. وتفوق نسبة وفيات الأمهات في الوسط القروي مرتين نسبة الوفيات في الوسط الحضري ب 148مقابل 73 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية في الوسط الحضري، ما يفيد استمرار وجود العديد من المفارقات بين الوسط الحضري والقروي، وبين الجهات وبين الأوساط السوسيو اقتصادية، في ما يخص الولوج إلى علاجات التوليد. وتسجل وفاة 54 طفلا أقل من 5 سنوات، ضمنهم 51 طفلا، يموتون قبل سنتهم الأولى، و38 قبل تخطيهم الشهر الأول من الولادة، ما يمثل نسبة 71 في المائة. ويعتبر تعرض الحامل للنزيف بعد الولادة السبب الأول لوفيات الأمهات في المغرب، ما جعل المخطط يرمي إلى توفير مجموعة من التدابير، أبرزها تحسين توافر مشتقات الدم المتعلقة بالولادة في جميع المستشفيات الإقليمية. ومن أبرز الأسباب الطبية لوفيات المواليد الجدد المغرب، مشاكل التنفس التي تحدث بنسبة 29.5 في المائة، وأمراض التعفنات (25 في المائة)، والولادة المبكرة (19 في المائة)، والاختناق المولدي (10 في المائة)، حسب دراسة أنجزت في المستشفيات الجامعية سنة 2011.