ألقت الفرقة الترابية للدرك الملكي بالزمامرة، الأسبوع الماضي، القبض على اثنين من الجناة الأربعة المتورطين في قتل قريب لهم، على خلفية نزاع حول الشمندر. تأتى إيقاف الجاني الأول، ليلة الجمعة الماضية، فيما ألقي القبض على القاتل الثاني، ليلة اليوم الموالي، السبت الماضي، ومازال البحث جاريا على قدم وساق في حق جانيين اثنين في حالة فرار. وحسب وقائع النازلة، فإن السلطات الدركية والصحية بمركز خميس الزمامرة كانت أودعت، صبيحة الأربعاء الماضي، جثة قتيل، في مستودع حفظ الأموات بالزمامرة، في انتظار إحالتها على مستودع حفظ الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، لإخضاعها للتشريح الطبي. وحسب مصدر مطلع، فإن تجمعا سكنيا كائنا شمال شرق الزمامرة بتراب إقليمسيدي بنور، على بعد 24 كيلومترا، اهتز في الساعات الأولى من صبيحة الأربعاء الماضي، على وقع جريمة دم بشعة، ذهب ضحيتها رجل مطلق (34 سنة). ووفق المعطيات الأولية، فإن نزاعا كان شب منذ أسبوع بين أسرتين تربطهما قرابة، وتقطنان بجوار بعضهما البعض في الدوار الذي كان مسرحا للنازلة التراجيدية، حيث اتهم أفراد الأسرة الأولى قريبهم بتعريض منتوجهم الفلاحي من الشمندر للضرر. وتصاعدت حدة الخلاف، وتطور إلى ما لا تحمد عقباه، حيث قصد أربعة أفراد من الأسرة، ضمنهم شقيقان، في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء / الأربعاء الماضيين، المنزل الذي كان يقيم فيه قيد حياته بمعية والديه، قريبهم الذي يتهمونه، وبعد مناداته باسمه، خرج إليهم مذهولا، غير أنهم دخلوا في عراك معه، بعد أن أبدى مقاومة شرسة، بفضل بنيته الجسمانية القوية، ما حدا بهم إلى استعمال أداة حادة، أصابته في أماكن متفرقة من جسده، وتسببت في فصل كفه الأيمن، قبل أن يسقط جثة هامدة على الأرض، مضرجا في بركة من الدماء. وفور إشعارها، انتقلت دورية تابعة للفرقة الترابية للدرك الملكي بالزمامرة إلى الدوار المستهدف بالتدخل. وباشر المحققون المعاينات والتحريات الميدانية. كما شنوا حملات تطهيرية واسعة النطاق في الدواوير والحقول المجاورة، بحثا عن الجناة الذين لاذوا بالفرار. وأصدرت الضابطة القضائية مذكرات بحث وتوقيف في حقهم، فيما أخضعت والدتهم للتحقيق، لتسليط الضوء على أسباب وظروف وملابسات ارتكاب جريمة القتل البشعة.