تعيش مدينة الصويرة على مدى أربعة أيام على إيقاع الموسيقى الكلاسيكية، التي ستحتضنها "دار الصويري"، من 24 إلى 27 أبريل المقبل، بمشاركة مجموعة من الفرق الموسيقية المغربية والغربية، التي تضم أمهر العازفين على الآلات الكلاسيكية مثل (الكمان 4/3 والألطو، والفيولونسيل، والكونترباص، والبيانو، والفلوت، والأوبوا، والكلارينيت). تهدف الدورة 14 من لقاء موسيقيات الصويرة أو "ربيع الإليزي"، التي تنظمها جمعية الصويرة موكادور، إلى الاحتفاء بالموسيقى الكلاسيكية، من خلال تقديم روائع المعزوفات، التي أبدعها رواد الفن الرومانتيكي بأوروبا، أمثال تشايكوفسكي، وموزارت، وهايدن، وشوبيرت، وديبوسي، وباخ، وغيرهم من المؤلفين الموسيقيين العالميين، ورد الاعتبار لهذا النوع من الموسيقى للتأكيد على الحب المشترك بين معظم الموسيقيين لأفضل القطع الموسيقية عبر التاريخ. وأكد المنظمون، في بلاغ، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن المهرجان يحاول تقريب الموسيقى الكلاسيكية من عشاقها، رغم العدد المحدود للعازفين في الفرق المشاركة، التي عادة ما تتكون من الثنائيات والثلاثيات والرباعيات والخماسيات، مشيرين إلى أن المعزوفات الموسيقية، التي تؤدى من خلال موسيقى الصالونات، لا تتطلب الفرق الفيلارمونية الكبيرة، التي تحتاج إلى دور أوبرا، ومسارح كبيرة ومجهزة، كما لا تحتاج إلى مايسترو، ما يتيح لكل عازف حيزا أوسع من الحرية في أداء النص الموسيقي المكتوب. ومن المتوقع أن تجتذب المقطوعات الموسيقية الرومانسية المقرر عزفها في المهرجان، الذي تدور فعالياته في جو ربيعي، عددا كبيرا من عشاق الموسيقى الكلاسيكية من المغاربة والأوروبيين، الذين جاؤوا للاستمتاع بأشهر الأعمال الكلاسيكية. باحتضانها الأبدي للتنوع الثقافي واستقبالها الحميمي لكل أنواع الموسيقى العالمية تظل الصويرة تلك القلعة الصامدة ضد الانغلاق أو النسيان أو الجمود، وتظل محتفلة ككل سنة في ربيع موسيقى الإليزي، منفردة في هذا المجال بتقديم الإبداع المغربي وانسجامه مع هذه اللغة الكونية المتميزة. تدعو دورة 2014 لهذا المهرجان إلى تأمل علاقة المسار بين الأستاذ والتلميذ في حميمية الإبداع والتشارك في إنجاز وأداء أهم مقاطع السيمفونيات الرمزية في مجال الموسيقى الكلاسيكية. وفي هذا السياق، اختارت دنيا بنسعيد الشابة الموهوبة التي تسهر على الإدارة الفنية لمهرجان ربيع موسيقى الإليزي، أن تجعل من هذه الدورة فرصة تمييز العلاقة القائمة بين الأستاذ والتلميذ من أجل تأسيس برمجتها، وستنفتح السهرة بمقتطفات أصيلة مع كلير ديزيرت في البيانو، وباتريس فانتا ناروزا في الكمان، وويوفان ماركوفيتش في التشيلو. وسيلتقي جمهور المهرجان أيضا، مع الأوركسترا الفيلارمونية للمغرب خلال سهرتين من أجل تبيين الدور والحصة الجميلة القائمة بين الأساتذة وتلامذتهم وكذا الموسيقى والأفلام التي مكنت السينما من ترسيخ تعريفها وهويتها بذاكرتها الجماعية. لحظات أخرى خلال هذه السنة هي زمن السهرات العائلية مع حسناء بناني ورضا بناني اللتين أكدتا جرأتهما قبل ظهورهما المتميز بباريس ومدن أوروبية أخرى مع الثلاثي ميشيل والرباعي جيرارد والعازفون المنفردونم للأركسترا الفيلارمونية للمغرب والثلاثي موسيقى هومانا، إلى جانب التفاعل المعتاد لمواهب الشباب، الذين يضمنون حضورا متميزا خلال صباحيات ربيع موسيقى الإليزي. تنوع كبير إذن في اختيار الأداء الفيلارموني والعزف الفردي مرورا بالثلاثيين والرباعيين، الذي سيحتفون الجمهور بمقاطع برامس، ويوهان شومان، وبيتهوفن، ولينست وروكفيف، خلال أسبوع خيالي، حيث ستتملك الموسيقى سواحل وأسوار مدينة الرياح وتفتح أبوابها الكبيرة لكونيتها ولتحقيق وعودها الممتعة.