يبدأ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى مالي، في إطار جولة تقود جلالته إلى أربع دول، حيث يقوم بزيارتين رسميتين إلى جمهوريتي مالي وغينيا كوناكري، وزيارتي عمل وصداقة إلى الكوت ديفوار والغابون. جلالة الملك محمد السادس والرئيس المالي خلال لقاء سابق (ماب) أرشيف وتستعد مالي منذ مدة للزيارة الملكية، التي تفيد الأنباء الواردة من هذا البلد الإفريقي، أنها تحظى باهتمام كبير على المستويين الرسمي والشعبي، بالنظر إلى المكانة المتميزة التي يحظى بها صاحب الجلالة على الصعيد القاري، وفي هذا البلد بالتحديد، بالنظر إلى الجهود التي بذلها جلالته من أجل إحلال الاستقرار به. وتكتسي الزيارة الملكية إلى مالي أهمية بالغة لأنها تعزز الوحدة والاستقرار، وفي هذا السياق، أكد وزير خارجية مالي، الذهبي ولد سيدي محمد، إنها "تكتسي أهمية قصوى". وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "جلالة الملك صديق لمالي التي يوليها اهتماما خاصا". وأضاف أن الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا "سيستقبل بكل فرحة وسرور أخاه جلالة الملك محمد السادس"، مشددا على أن الزيارة الملكية "مشجعة جدا للتعاون بين البلدين". ومضى قائلا "إننا ننتظر الشيء الكثير من هذه الزيارة الملكية التي من شأنها إعطاء انطلاقة جديدة للتعاون الاقتصادي"، مبرزا الفرص المتاحة لرجال الأعمال المغاربة للاستثمار في مالي، التي استعادت استقرارها وأصبحت تتوفر على مؤسسات ديمقراطية. وأشار إلى أن أزمة شمال مالي "هي أيضا في طريقها للتسوية"، خالصا إلى أن "كل هذه العوامل الإيجابية من شأنها الدفع باقتصاد البلاد". وتعد الزيارة التي تبدأ اليوم الثانية لجلالة الملك إلى مالي في غضون خمسة شهور، إذ زارها ما بين 18 و22 شتنبر الماضي، حيث حضر جلالته حفل تنصيب الرئيس المالي، إبراهيم بوباكار كيتا، الذي أجرى معه مباحثات على انفراد، جدد خلالها الرئيس المالي تشكراته لجلالة الملك على هذه الزيارة إلى باماكو لحضور حفل تنصيب فخامته وعلى دعم جلالته لجهود إعادة السلم والوئام إلى مالي . كما ترأس فخامة إبراهيم بوباكار رفقة أمير المؤمنين حفل التوقيع على اتفاقية في مجال تكوين الأئمة الماليين، التي دخلت حيز التنفيذ. وتأتي الجولة الملكية بعد أن عاشت القارة السمراء ومعها العالم، ما بين 15 و31 مارس 2013، على إيقاع الجولة الإفريقية التاريخية والرمزية، لجلالة الملك، التي شملت دول السنغال، وكوت ديفوار، والغابون. وهي جولة حظيت باهتمام منقطع النظير من قبل المهتمين، ووسائل الإعلام من مختلف القارات، وأثبت جلالة الملك من خلالها للعالم من جديد أن جلالته من أكثر القادة الأفارقة حرصا على تقوية التعاون جنوب جنوب. وأجمع المهتمون على أن النظرة الاستراتيجية لصاحب الجلالة في ما يخص الاهتمام بالقارة خير ضامن لنجاح تلك الجولة التي تبقى علامة بارزة في تاريخ المغرب الحديث، لأنها عبرت بصدق عن الحرص الملكي على التشبث بالجذور الإفريقية للمملكة، والاهتمام البالغ بالإنسان في القارة السمراء، التي تتحول بفضل العناية الملكية إلى وطن. وكان لعلاقات المغرب السياسية والاقتصادية والثقافية والروحية، التي نسجها منذ القدم مع مختلف شركائه بالجنوب، ونموذجه في الاستقرار والانفتاح والتسامح، الأثر الواضح في جعله محل ثقة كفاعل وفي وجدي وذي مصداقية، مؤهل لتسوية مختلف النزاعات، إن على المستوى الإقليمي أو الدولي.