عاشت الأحياء المجاورة لملعب مولاي الحسن بالعاصمة الرباط، أول أمس الأحد، يوما عصيبا، بسبب أعمال الشغب التي اندلعت في محيط الملعب وذلك على هامش المباراة التي جمعت فريق الفتح الرياضي بضيفه جمعية سلا، ضمن الجولة 17 من البطولة الوطنية للمحترفين. وشهد محيط ملعب مولاي الحسن بالرباط إنزالا أمنيا، من خلال الاستعانة بعدد كبير من رجال الأمن والقوات المساعدة، لتأمين المباراة، والحلول دون اندلاع أعمال الشغب، وهي المهمة التي اكتست بعض الصعوبة بسبب الموقع الجغرافي للملعب القريب من عدد من الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان. وتسبب بعض المحسوبين على جمهور فريق الجيش الملكي (غالبيتهم من القاصرين)، في اندلاع أعمال الشغب، التي قصدوا بها جمهور فريق جمعية سلا، الذي انتقل للعاصمة الرباط لتشجيع فريقه، إذ تعرض المشاغبون المحسوبون على جمهور الفريق العسكري، للحافلات التي نقلت أنصار فريق جمعية سلا إلى الرباط. واستعانت قوات الأمن بأربع حافلات لنقل جمهور فريق جمعية سلا إلى العاصمة، رغبة في تفادي أي احتكاك مع جمهور فريق الجيش الملكي، الذي كان توعد الضيوف في صفحات الموقع الاجتماعي "فايسبوك" وأكد أنه سيهاجمهم، ردا على الأحداث التي شهدتها مباراة جمعية سلا والجيش الملكي، في الشطر الأول من البطولة. ورشق المشاغبون الحافلات التي أقلت جماهير الفريق السلاوي بوابل من الحجارة، ورد السلاويون بأسلوبهم الخاص، إذ كسروا زجاج الحافلات التي أقلتهم حتى يتمكنوا من النزول إلى الشارع، لتندلع المواجهات مع رجال الأمن والقوات المساعدة. ونتج عن هذا الاصطدام عدد من الإصابات، سواء في صفوف المشاغبين، أو رجال الأمن، فيما تعرض أحد رجال القوات المساعدة لإصابة بليغة في الرأس، استدعت نقله على وجه السرعة إلى مستشفى ابن سينا. وعادت أعمال الشغب لتتسيد المشهد بعد نهاية مباراة الفتح الرياضي وجمعية سلا، التي آلت نتيجتها لأبناء العاصمة بحصة 1-0، إذ كان عدد كبير من المراهقين المشاغبين المحسوبين على فريق الجيش الملكي في انتظار خروج أنصار جمعية سلا، لاستكمال صور الشغب، غير أن رجال الأمن كانوا أكثر صرامة، بعدما أقفلوا أبواب الملعب ومنعوا جمهور جمعية سلا من مغادرته، إلى حين إجلاء المشاغبين ووصول الحافلات التي ستؤمن نقل السلاويين إلى مدينتهم، فيما أقدمت على اعتقال عدد من المشاغبين، قبل وبعد المباراة، فاق عددهم حسب مصدر "المغربية" عشرة أفراد، جلهم من القاصرين.