يخلد الشعب المغربي، اليوم الخميس، ذكرى معركة بوغافر الخالدة، التي خاض غمارها مجاهدو قبائل آيت عطا ضد الاستعمار الفرنسي، وشكلت معلمة وضاءة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال. وبحلول الذكرى 81 لهذه المعركة، التي دارت رحاها بمنطقة تنغير، يستحضر سكان المنطقة ومعهم الشعب المغربي، واحدة من أغلى ذكريات المقاومة المسلحة المغربية ضد الوجود العسكري الاستعماري الفرنسي بالمغرب، معركة بوغافر التي خاضت أطوارها قبائل آيت عطا بجبل بوغافر وسط صاغرو بإقليم تنغير. وتعتبر معركة بوغافر محطة بارزة في تاريخ الكفاح الوطني، إذ ألحق فيها العطاويون هزيمة نكراء بقوات الاحتلال، ما بين 13 فبراير إلى 25 مارس سنة 1933، تكبدت فيها جيوش فرنسا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بسبب المقاومة الباسلة لقبائل صنهاجة. وبتخليد هذه المعركة الشهيرة يتم استحضار الدلالات التاريخية التي سجلتها في مسار الكفاح الوطني من أجل صيانة المقدسات والدفاع عن حوزة التراب الوطني، حيث تصدى أبناء قبائل آيت عطا للقوة الاستعمارية، التي لم تتمكن بفعل المقاومة المستميتة للمجاهدين من بسط سيطرتها على مناطق الجنوب الشرقي للمملكة. وتعكس هذه المعركة إيمان أبناء قبائل آيت عطا بعدالة قضيتهم وتمسكهم المتين بقيمهم الوطنية ومبادئهم الدينية، وتشبثهم بوحدة الصف تحت قيادة المجاهد عسو بسلام، ما جعلتهم يفشلون خطط المستعمر في اقتحام جبل بوغافر، لتضطر قوات الاحتلال بعد ذلك إلى التراجع وإعادة ترتيب خططها، بفعل الروح القتالية العالية للمجاهدين. ويشكل إحياء هذه الذكرى محطة لتجديد أواصر الارتباط بين الشباب والأجيال المقبلة من المغاربة مع أمجادهم التاريخية الخالدة، ومع بطولات الأجداد الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن يعيش المغرب وطنا حرا ومستقلا، فضلا عن كونها مناسبة بالنسبة للشباب المغربي للاقتداء بسيرة وعطاءات الآباء والأجداد، واستلهام مضامينها وقيمها الخالدة للمشاركة في تعزيز مكتسبات الأمة وصيانة الوحدة الترابية، ومواجهة تحديات التنمية الشاملة. وتعتبر معركة بوغافر، أيضا، فرصة للتذكير بما يحفل به التاريخ المغربي من أمجاد وبطولات من شأنها أن تلهم فئات الشباب المغربي، والأجيال المقبلة، معاني وقيم التضحية الكفيلة بالمساعدة على بناء مغرب قوي يتطلع إلى مستقبل زاهر.