كشفت زيارة "المغربية" إلى المستشفى الإقليمي ببرشيد، معاناة المرضى من حالة الاكتظاظ والازدحام والنقص في الأطر الطبية والمعدات. شهادات صادمة لمرضى يشكون غياب التجهيزات ونقصا في الأطر الطبية اكتظاظ بمدخل المستشفى نقلت شهادات صادمة لمرضى رفضت إدارة المستشفى استقبالهم، ومنهم من منح أجلا تراوح ما بين شهر وشهرين، وآخرون أحيلوا على كل من مستشفيي سطات والدارالبيضاء. وشرح بوشعيب عشاق، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة ببرشيد ل "المغربية"، أسباب الاكتظاظ، مؤكدا أن المستشفى الإقليمي يعاني اكتظاظا بسبب توفره فقط على 45 سريرا، معتبرا أن هذا العدد قليل مقارنة مع عدد السكان الذي يفوق 460 ألف نسمة. وصرح عشاق بأنه قبل العمل ببطاقة الرميد كان مختبر التحليلات الطبية يشتغل على 40 تحليلة في اليوم، لكن بمجرد العمل ببطاقة الرميد أصبح يشتعل على حوالي 140 تحليلة في اليوم، من طرف العدد نفسه من العاملين نفسه. "لا يعقل أن أبي يعاني ارتفاعا في الضغط تجاوز قياسه 26 درجة ونسبة السكري وصل إلى 5 غرامات، ورفضت إدارة المستشفى علاجه. "أشعر بالظلم والحكرة"، كانت هذه عبارات رددها ابن عبدالله جران، مواطن عمره 67 سنة، يعاني انتفاخا والتهابات في الرجل، ويتأبط نتائج التحاليل الطبية التي تبين أنه مريض بداء السكري وارتفاع الضغط وتقلص شرايين القلب، لكن رفضت إدارة المستشفى استقباله ومنحته أجل شهرين. لم تنفع جران بطاقة الرميد التي كان يحملها من أجل المطالبة بالحق في العلاج، بل وجد نفسه يقضي يومه داخل سيارة ابنه ينتظر أن يحن قلب أحد العاملين بالمستشفى للسماح له بالاستفادة من العلاج. "ما الجدوى من بطاقة الرميد إذا كنت سأنتظر مدة شهرين، وحالتي الصحية تدعو إلى القلق"، مر نصف يوم ولم يستوعب جران أنه محروم من العلاج بمستشفى عمومي. جران ليس المريض الوحيد الذي ظل ينتظر خارج المستشفى، بل صادفت "المغربية" خلال زيارتها عشرات المرضى الذين سلمت إليهم آجال أمدها طويل، بدعوى أنه لا يوجد سرير شاغر. اكتظاظ وازدحام بشباك خاص بوضع بطاقة الرميد، وأصوات تندد برفضها الانتظار لساعات طويلة، إذ أكد أحد العاملين بالمستشفى أنه لابد لأي مريض يتوفر على بطاقة الرميد أن يضعها بالشباك المذكور من أجل الاطلاع عليها قبل الولوج إلى المستشفى. استياء وتذمر حالة استياء وتذمر بادية على وجوه المرضى وعائلاتهم الوافدين من جماعات تابعة لإقليم برشيد، والذين سئموا الانتظار. تقول فاطنة، مصابة بمرض القلب "كنت أظن أنني سأكون أول من ستفتح لها الأبواب لدخول المستشفى، لكن طلب مني الانتظار شهرا كاملا"، مضيفة، "لدي اعتقاد أنني سأفارق الحياة قبل مرور شهر، بسبب معاناتي مع المرض. وأكد مصدر مسؤول أن المستشفى الإقليمي ببرشيد يعاني ضغطا ويفتقر إلى المعدات والتجهيزات الضرورية، ويقصده المواطنون من عشرين جماعة بالإقليم. وأجمع أغلب المستجوبين أن المستشفى الإقليمي لم يبلغ المستوى المطلوب من ناحية تقديم الخدمات والتجهيزات، إلى جانب غياب النظافة، وتصرفات بعض العاملين في القطاع. ومن جهته أكد بوشعيب عشاق، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة ببرشيد ل "المغربية"، أن المستشفى الإقليمي يعاني اكتظاظا بسبب توفره فقط على 45 سريرا، معتبرا أن هذا العدد قليل مقارنة مع عدد السكان، الذي يفوق 460 ألف نسمة. وصرح عشاق أنه قبل العمل ببطاقة الرميد كان مختبر التحليلات الطبية يشتغل على 40 تحليلة في اليوم، لكن بمجرد العمل ببطاقة الرميد أصبح يشتعل على حوالي 140 تحليلة في اليوم، من طرف العدد نفسه من العاملين. وأوضح المندوب أن المستشفى يتوفر فقط على قاعتين للفحص بجهاز الصدى "الراديو"، وغرفتين للجراحة، ما اعتبره أمرا يساهم في الاكتظاظ، كما أكد غياب مركز تشخيص المرض. ولحل كل المشاكل التي يعاني منها المستشفى تعاقدت إدارة المستشفى تعاقدت مع وزارة الصحة و وضعت برنامجا من أجل إعادة هيكلة وتوسيع المستشفى، وذلك بخلق ما بين 100 و200 سرير. وأضاف المندوب الإقليمي أن الإدارة في حوار مع السلطات والمجلس الإقليمي من أجل مد يد المساعدة لتفادي جميع المشاكل التي يعاني منها المستشفى. وأشار عشاق إلى أن الحل سيكون جذريا، مع قرب خروج المشروع إلى حيز الوجود، مؤكدا أن عملية إعادة الهيكلة ستشمل أيضا مستشفى الأمراض العقلية مع الحفاظ على طابع بنياته الأصيل الذي يدخل ضمن التراث المغربي. وحسب مصادرنا فإن المستشفى يعاني اكتظاظا بسبب نقص في الأسرة، إذ يتوافد عليه مواطنون من 22 جماعة قروية، 4 حضرية مثل الكارة، والدروة، وأولاد عبو، وحد السوالم. إحالة خارج المدينة بمجرد ما وطأت أقدامنا مدخل المستشفى حتى لمحنا ازدحاما وتدافعا على الشبابيك وبوابة قسم المستعجلات، وسمعنا مواطنين يشكون تدهور الخدمات بسبب الاكتظاظ. قالت حسنة، بصوت حزين "جئت رفقة والدتي المسنة المريضة بالقلب وطلب منا التوجه إلى المستشفى الإقليمي سطات". أدمعت عينا حسنة، واسترسلت "حرام أين وزارة الصحة والحكومة نحن نموت في صمت". واعتبرت حسنة أن سكان برشيد والنواحي من حقهم الاستفادة من العلاج بالمستشفى، مؤكدة أن الحل هو توسيع المستشفى أو بناء مستشفى ثان بمواصفات ذات جودة عالية. إذا كانت حسنة تشتكي من إحالة والدتها على مستشفى سطات فإن الحسين المصاب بحروق من الدرجة الثالثة جرت إحالته على مستشفى ابن رشد الدارالبيضاء. وعبر أغلب المرضى عن استيائهم من غياب الخدمات الصحية بالإقليم، رغم وجود مستوصفين، واحد، بوسط المدينة وآخر بأكبر تجمع وهو الحي الحسني الذي تقدر مساحته ب 40هكتارا وكثافته السكانية بحوالي 70 ألف نسمة، لكن نظرا لصغر حجمه تتم إحالة المرضى على المستشفى الإقليمي. وذكرت مصادرنا أن المستشفى الإقليمي يعاني حالة من الفوضى بسبب الاحتجاجات المتكررة للمرضى وعائلاتهم، بسبب غياب المعدات الطبية، ما يؤدي إلى الازدحام وإصابة البعض بتعفنات. وكان المستشفى شهد وقفات من طرف المجتمع المدني والفعاليات الحقوقية، وبعض النقابات الصحية، احتجاجا على غياب المعدات والازدحام وإحالة المرضى على مستشفيات سطات والدارالبيضاء. يشار إلى أن الأطر الطبية بالمستشفى تعاني من غياب المراحيض، وقدم المكاتب والمعدات والتجهيزات الطبية، ما يستدعي إحالة المرضى على المستشفيات القريبة، لكن هؤلاء يؤكدون أن الإحالات تشمل أمراضا بسيطة من قبيل الجروح والكسور ولسعات العقارب والحروق. نفايات في المستشفى وحسب مصادر "المغربية" فإن المستشفى تراكمت فيه النفايات وبقايا الإبر والضمادات، ومن بين أسباب انتشار النفايات تقول المصادر أن الشركة المكلفة بجمع النفايات ترفض في غالب الأحيان نقلها لعدم تعقيمها. وأشارت المصادر إلى أنه تعاقب على مندوبية الصحة ببرشيد مناديب عدة، لكن المشكل لم يحل رغم شكايات المواطنين من الاكتظاظ وقلة الأطر الطبية، ممرض خلال المداومة، وسيارات الإسعاف. وأعاب بعض المواطنين عن وزارة الصحة إغلاق مستشفى الرازي، الذي كان يحتوي على 90 سريرا وتعويضه بالمستشفى الإقليمي، الذي لا يحتوي إلا على 45 سريرا، رغم أن المدينة تشهد توسعا عمرانيا ونموا سكانيا مطردا. يشار إلى أن المستشفى الإقليمي يعد من بين ستة مستشفيات بالمغرب، شيدت في إطار مساعدة من طرف الصين بقيمة مالية تقدر بحوالي 3 ملايير سنتيم، من أجل النهوض بالقطاع الاستشفائي، وضمان الصحة لفئات واسعة من المجتمع. وطالب معظم المستجوبين المسؤولين ببذل مجهودات في مجال التطبيب ببرشيد، التي لا تبعد عن مدينة الدارالبيضاء سوى ب20 كيلومترا، وإنقاذ المرضى من خطر الموت والعاهات المستديمة.