استطاع الشاب السوري نور فرواتي، المقيم بالمغرب، تحقيق حلم طفولته بالمشاركة في برنامج اكتشاف المواهب "ستار أكاديمي"، الذي اكتسب من خلاله الشهرة واكتشف في نفسه العديد من المواهب الأخرى من بينها التمثيل. الشاب السوري نور فرواتي أحد المشاركين في مسابقة 'ستار أكاديمي' عن تجربته في الأكاديمية والأصدقاء الذين اكتسبهم من خلالها، وكذلك عن جديده في التمثيل والغناء، يفتح نور فرواتي قلبه لقراء "المغربية" في هذا الحوار. قبل الحديث عن تجربتك في ستار أكاديمي، لماذا اخترت الإقامة في المغرب؟ أولا، أشكرك على هذا السؤال لأنه مهم بالنسبة لي، فالأوضاع في سوريا حكمت على أن أترك بلدي وألتحق بالمغرب، لأن والدي، يشتغل، منذ زمن بعيد بين سوريا والمغرب. تركت دراستي هناك والتحقت بالكلية هنا، في البداية كان من الصعب الانفصال عن الأجواء في بلدي التي اعتدت عليها، لكنني تأقلمت مع أجواء العيش بالمغرب بسرعة وتعودت عليها كثيرا، ورغم أن الدارجة صعبة بالنسبة لي، إلا أنني بدأت تعلمها بطريقتي وترجمة الكلمات الجديدة التي أسمعها من أجل تسهيل التواصل مع أصدقائي الجدد الذين اكتسبتهم هنا في المغرب. بعد دخولي تجربة "ستار أكاديمي" كنت أشعر برغبة شديدة في العودة إلى المغرب لأنه أصبح بلدي الثاني. عند دخولك تجربة "ستار أكاديمي" قلت إنها أكبر تحد لإبراز قدراتك لوالدك، هل استطعت تحقيق هذا الأمر؟ بالنسبة لي، الشخص الذي جعلني أصل إلى برنامج "ستار أكاديمي" هو والدي، الذي كان دائما يعمل على تفجير الطاقات الإبداعية بداخلي بطرق مختلفة، وعند دخولي الأكاديمية اعتبرت التجربة تحد بالنسبة لي، لذلك أشكر والدي جدا لأنه السبب في دخولي الأكاديمية وتجميع أفكاري من جديد لتحقيق هدفي. هل ولوج ستار أكاديمي كان حلمك، أم أنه برنامج كغيره من برامج تلفزيون الواقع؟ ستار أكاديمي كان حلمي منذ الصغر، فأنا من متتبعيه منذ البداية، تعودت على مشاهدته وكنت دائما أنتظر دوري في المشاركة. فعندما كان عمري 15 سنة شاركت في الموسم السابع من البرنامج، وتأهلت إلى المراحل الإقصائية الأخيرة، لكن عندما قابلت رئيسة الأكاديمية حينها رولا سعد قالت لي إنني ما أزال صغيرا وإن شاركت بعد سنتين أو ثلاث فمن المؤكد أنني سأقبل، وعندما أصبح عمري مناسبا شاركت للمرة الثانية والحمد لله خضت التجربة بنجاح. ماذا استفدت من خلال تجربتك في البرنامج؟ الأكاديمية لم تكن بالنسبة لي مكانا لتعلم تقنيات الصوت والغناء فقط، بل مدتني بتحول شخصي غير طبيعي، فستار أكاديمي عبارة عن منزل يربي المشاركين على معارف جديدة ومفيدة زيادة على ما تعلموه في حياتهم الخاصة، فهذه التجربة علمتني موسيقيا وثقافيا وحتى شخصيا، كما اكتشفت في نفسي موهبة جديدة لم أكن أتوقعها في نفسي هي التمثيل من خلال حصص المسرح، لذلك أصف الأكاديمية "بمكان تفجير الطاقات". هل سبق لك الوقوف على خشبة المسرح قبل خوض تجربة "ستار أكاديمي"؟ طبعا، شاركت في العديد من السهرات الثقافية بسوريا، لكن تجربة الوقوف على مسرح "ستار أكاديمي" لها طعم مختلف، فيها صعوبة ورهبة أكثر من غيرها. كما سبق وشاركت في برنامج "أراب أيدل" في نسخته الثانية، وتمكنت من الوصول إلى المرحلة ما قبل سهرات "البرايم"، لكن الحظ لم يحالفني عندها. هل تظن أن تجربة "أراب أيدل" كانت ستقدم لك ما استفدته من "ستار أكاديمي"؟ مع احترامي لبرنامج "أرب أيدل" الذي أعتبره من أهم برامج المواهب الغنائية بالعالم العربي، إلا أن تجربة "ستار أكاديمي" أفادتني أكثر من غيرها بكثير، لأنه كما سبق وقلت ف"ستار أكاديمي" ليس مكانا لتعلم الغناء فقط، بل إنه تعبئة شاملة من ناحية التمثيل والرقص وتنمية الشخصية وكذلك طرق التغذية وغيرها من الحصص التي أعتبرها أمورا مهمة جدا للفنان. أخذت حقي من البرنامج، وما يلزمني حاليا هو الحفاظ على الجمهور الذي أحبني ودعمني منذ البداية، فتجربة "أراب أيدول" كانت الفشل الذي مدني بالقوة لخوض تجربة جديدة وناجحة. ما هي الأمور التي ستظل راسخة في ذهنك عقب هذه التجربة؟ هناك أمران، الأول ما قالته لي أستاذة المسرح بيتي توتل بخصوص الطاقات التي ظهرت لدي، خلال إقامتي في الأكاديمية، لأنني اكتشفت أشياء جديدة في شخصيتي لم أعرفها من قبل، بعد أن اكتسبت إخوة وأصدقاء عوضني بهم الله كوني وحيد أبوي، والشيء الثاني هو علاقتي بليليا بن شيخة. ما طبيعة هذه العلاقة؟ بصراحة، لم أكن أتوقع أن علاقتي بليليا ستتغير بعد أن غادرنا الأكاديمية، فنحن كنا قريبين جدا من بعضنا لدرجة أنني توقعت رد فعل سلبي من طرف عائلتها، لكن حصل العكس وتلقيت الشكر من طرف عائلتها لأني كنت دائما بجانبها في الأكاديمية، وكذلك كان لعائلتي ردة الفعل نفسها. هل هناك استعدادات حاليا لتقديم أولى أعمالك الفنية؟ أعمل حاليا على التوفيق بين التمثيل والغناء، فلدي العديد من عروض التمثيل في كل من مصر وسوريا، ولدي فعلا الرغبة في تقديم أول عمل في بلدي، إذ عرضت علي ثلاث أعمال رمضانية في سوريا، لكن الأوضاع غير المستقرة في سوريا لن تساعدني على المشاركة في أحد هذه الأعمال، خاصة أن التصوير سيكون هناك. وبالنسبة لأول عمل غنائي سيكون عبارة عن "ديو" يجمعني بليليا بن شيخة، فالجمهور تعود علينا مع بعضنا لذا قررنا بدأ مسارنا الفني معا، ومن ثمة طرح عمل خاص بكل واحد منا. كيف ستحافظ على الشهرة التي حققتها بفضل مشاركتك في ستار أكاديمي؟ أعتقد أن الدراسة مهمة جدا بالنسبة لي، كما أنني أريد تحقيق حلمي في الفن، لذلك سأعمل على إكمال مساري الدراسي والفني معا، رغم أن الأمر سيكون صعبا بعض الشيء هنا في المغرب كوني ما أزال غريبا، ويلزمني أن أفرض وجودي كفنان داخل المغرب، ومن ثمة في باقي أنحاء العالم العربي.