عرف المؤتمر الأول لعمداء كليات طب الأسنان بإفريقيا، الذي انطلقت أشغاله مساء أمس الجمعة بمراكش، الإعلان عن ميلاد أول هيئة للتعاون الإفريقي في مجال طب الأسنان تطمح إلى إرساء تعاون جنون - جنوب من أجل تطوير البحث العلمي والتكوين والعلوم المرتبطة بطب الأسنان. فبمبادرة من المغرب عن طريق كليتي طب الأسنان بالدار البيضاء والرباط، حل بمراكش حوالي ثلاثين عميد كلية طب ينحدرون من 15 بلدا إفريقيا، وذلك للمشاركة في هذه المبادرة التي تأتي لملء الفراغ المتعلق بغياب هيئة للتعاون في مجال طب الأسنان بإفريقيا. وأبرزت رئيسة المؤتمر سناء رضا أن هذا المؤتمر، الذي يضم 15 بلدا صديقا و30 عميدا، سيشكل في المستقبل آلية متميزة لتداول المعلومة العلمية والتقنية في مجال طب الأسنان والصحة، فضلا عن اعتباره هيئة تمثيلية لطب الأسنان الجامعي والاستشفائي بالقارة. وأضافت أن الكفاءات العلمية والتكنولوجية لأعضاء المؤتمر وتجاربهم التي راكموها في مجال تدبير الهيئات ستكون في خدمة تطوير البيداغوجيا والبحث ونشر المعرفة العلمية والتقنية وتعزيز التعاون الدولي. وأشارت سناء رضا إلى أن هذه الهيئة تهدف إلى النهوض بالتكوين والبحث في مجال طب الأسنان وتعزيز المسؤولية الاجتماعية لكليات طب الأسنان والتعاون الطبي في هذا المجال بين الجامعات بغية تحسين جودة الصحة العمومية. كما أعلنت، بهذه المناسبة، أن هذا المؤتمر سيتم خلاله الإعلان عن تنظيم المؤتمر الإفريقي لطب الأسنان 2016، موضحة أن هذه التظاهرة ستنظم إلى جانب معرض كل سنتين في بلد إفريقي يرغب في احتضانها، وأن الدورة الأولى من هذه التظاهرة ستحتضنها المدينة الحمراء من 26 إلى 31 يناير 2016. من جانبه، نوه رئيس المؤتمر الإفريقي لطب الأسنان، عبد الله صقلي، بإحداث هذا المؤتمر الإفريقي الذي يعد مبادرة تنظم بمراكش ذات التاريخ العريق والتي شهدت شخصيات كبيرة في عالم الطب من قبيل ابن طفيل وابن سينا. وستشكل هذه الهيئة التمثيلية لمهنة طب الأسنان على مستوى القارة قوة اقتراحية تسعى إلى تقديم المبادرات لدى الحكومات وإرساء إطار لتبادل التجارب والبحث العلمي في طب الأسنان وتداول المعلومة في هذا المجال الطبي وكذا النهوض بصحة أسنان السكان. وأشاد العديد من عمداء كليات طب الأسنان من مختلف البلدان الإفريقية بهذا المشروع الذي يندرج في إطار تعزيز التعاون جنوب جنوب، معبرين عن انخراطهم القوي في تحقيق أهدافه. وقال عميد كلية طب الأسنان بمونستير (تونس) علي بنرحمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التوصل لهذا المشروع جاء بفضل مبادرة كليتي طب الأسنان المغربيتين والعمل التنسيقي الذي بذل على مستوى مختلف البلدان الإفريقية والعربية. واعتبر أن مؤتمر عمداء كليات طب الأسنان يتميز بكونه يجمع مسؤولي مؤسسات من بلدان ناطقة باللغتين الفرنسية والانجليزية مما سيساهم في وضع برامج مشتركة غنية تهم البحث العلمي في مجال طب الأسنان. من جانبه، قال عميد كلية طب الأسنان بكينشاسا، بونغا ماولي، إن هذا المؤتمر يهدف إلى تشجيع التكوين وتحسين جودة العلاجات في مجال طب الأسنان بإفريقيا. وأضاف أن مستوى طب الأسنان يختلف من بلد إلى آخر بإفريقيا، غير أن التحديات تبقى نفسها فيما يتعلق بتحسين الصحة العمومية وتأهيل المهنة. وأعرب عن الأمل في أن تضطلع هذه الهيئة بدور استباقي في مجال التعاون بين البلدان الإفريقية من أجل تطوير هذا المجال وتقديم المساعدة للبلدان الأقل تقدما من خلال تبادل التجارب والبرامج والتكوين لفائدة الطلبة وأساتذة طب الأسنان. وسينكب المشاركون خلال هذا المؤتمر، علاوة على عقد الجمع التأسيسي وانتخاب هيئات المؤتمر، على مناقشة مختلف مظاهر طب الأسنان وذلك في إطار جلستي عمل تهمان على التوالي " التكوين والحكامة" و"البحث العلمي". وسيكون هذا المؤتمر بمثابة هيئة تمثيلية لطب الأسنان الجامعي والاستشفائي بالقارة السمراء. كما سيشكل، حسب المنظمين، قوة اقتراحية وفضاء للتفكير واتخاذ القرار السياسي في مجال التكوين والعلاجات والبحث في ميدان طب الأسنان لدى كافة الهيئات العمومية الرسمية والخاصة والمهنية وهيئات الأطباء الوطنية والدولية.