تنظم جمعية زهور للفن والتراث بتعاون مع المنتدى الجهوي للثقافة والتنمية، الدورة الأولى للملتقى الوطني للفنون التشكيلية برواق "الشعيبية" بالجديدة، بين 31 يناير الجاري و2 فبراير المقبل. ويتضمن الحدث الفني حفلا تكريميا خاصا للفنان التشكيلي الحسين طلال. الفنان التشكيلي المغربي الحسين طلال في هذا السياق قالت زهور معاني، رئيسة جمعية زهور للفن والتراث، إن تكريم وجه فني له الكثير من الدلالات، معتبرة أن الحسين طلال واحد من الفنانين المغاربة الذين طبعوا الساحة الفنية المغربية منذ الستينيات من القرن المنصرم من خلال تتويجه بجائرة صالون الشتاء في المغرب، سنة 1965، وهو مازال في ريعان شبابه، وشهد الصالون الفني مشاركة أزيد من 160 فنانا تشكيليا مغربيا وأجنبيا ضمنهم الطيب لحلو، وحسن الكلاوي. وأشارت زهور معاني إلى أن أعمال طلال شهدت شهرة في زمن قياسي في أوساط الأوروبيين وجماعي اللوحات الباريسيين. وقال طلال إن هذا التكريم هو الأول من نوعه من طرف هذه الجمعية الرائدة في ميدان الفن والتراث. وأضاف في تصريح ل"المغربية" أن هذا الحدث الفني الذي تشهده مدينة الجديدة، له وقع خاص من خلال تنمية المدينة ثقافيا، مبرزا أنه يتمنى أن يرى مثل هذه اللقاءات والملتقيات في كل مدن المملكة، لأنها تلعب دورا كبيرا في مد الجسور بين الفنانين والجمهور، وهي وسيلة لتقريب الشعوب والأمم. من جهة أخرى، اعتبر طلال أن الساحة الفنية المغربية تشهد تنوعا في الأعمال، وحركية تعز عن الوصف. كما تتميز بكل الحساسيات والتعابير الجمالية من الفن العفوي، والتجريدي والتشخيصي، والتنصيبات، والتصوير. هذا الغنى، يؤكد طلال، يكشف الأضواء الفاتنة للمغرب، الذي احتضن تجارب فنانين عالميين من أمثال دولاكروا، وماتيس، وماجوريل، والقائمة طويلة. ويعد الحسين طلال من الفنانين المغاربة الذين رسخوا وجودهم الفني في منتصف الستينيات رفقة زميله الراحل الشرقاوي، حيث يعرض في المغرب كما في بعض العواصم الأوروبية منها باريس، التي قربت هذه الحساسية الجديدة آنذاك إلى الجمهور الفرنسي وإلى الصالونات المخملية الباريسية، حيث عرض مجموعة من اللوحات في رواق "روي" بباريس، سنة 1967، تم رواق "لاي دوبوفّ"، وشارك في معارض كثيرة منها في مؤسسة ميرو ببرشلونة، كما شارك في الدانمارك، والولايات المتحدةالأمريكية، وفي الدول العربية من قبيل مصر، وعرف في أوساط عدد من النقاد المشهورين مثل الأكاديمي والمؤرخ ريني هايكي، الذي نوه بأعماله في كتابه" الفنون في العالم" واعتبره واحدا من بين الفنانين الألمعيين في المغرب. من جهة أخرى، أثارت أعمال الحسين طلال ناقدا كبيرا في حجم جون بوري، الذي قال عنه إن طلال رسخ أسلوبا فريدا في التشكيل المغربي امتد إلى أزيد من خمسة عقود، وهو يحاور شخوصه التي تتميز بالوحدة والرومانسية، وتوجت أعماله كذلك باهتمام الناقد ألان فلامو الذي وصفه بفنان "الوحدة والعزلة والجوهر بامتياز، ويتميز بألوانه الحية، كما أنه فنان ينصت بعمق إلى الليل، ومقتربه الفني يتميز بشاعريته، وواقعية إلى حد التراجيديا". ويرى الناقد الفني الفرنسي جون بوري، الذي كتب عنه في مجلة "رسائل فرنسية" بمناسبة معرض "روي" في باريس سنة 1967، أن " الأعمال المعروضة لها جمال غريب، لا أدري لماذا أفكر بوليام بلاك، لكنها فقط مبادرة في التعبير". أعماله جعلت منه أحد الوجوه المعروفة في المغرب كما في البلدان الأوروبية، وقال عنه الناقد دنيس ديفرون إن صنيعه الفني خارج مدارات الفن التشخيصي، تأمل في واقعية الذات وذاتية الواقع، أعمال ترصد جمالية الروح، وتحول المرئي إلى اللامرئي. ارتبط اسم طلال أيضا بناقد فرنسي، الذي قال عن أعماله إن" الكثير من الفنانين اشتغلوا على الدائرة، لكن دائرة طلال استثنائية، شيء ينبع من وجدانه وحواسه". فنان شاهد على العصر، حيث استضافته أكاديمية الفنون بإيران، بصفته عضوا في لجنة تحكيم البينالي الثالث للفنون الإسلامية.