اختتمت مساء أمس الخميس بالعاصمة الأندلسية إشبيلية، أشغال الندوة الثانية ل"خيارات الأعمال في الأندلس والمغرب" بعد تتبع المشاركين لعروض حول المحفزات الاستثمارية التي يوفرها مناخ الأعمال بالعديد من القطاعات بالمغرب. وقدم مدير الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات بإسبانيا، السيد محمد عزيز العطياوي مداخلة حول فرص التجارة والاستثمار بالمملكة، استعرض فيها المؤهلات التي يزخر بها المغرب في المجالات الاقتصادية والسياحية والبنيات التحتية المختلفة وتطور ترسانته الحقوقية ومسايرتها للتشريعات الحديثة، فضلا عن الاستقرار السياسي الذي يقوي من جاذبية المملكة لاستقطاب مستثمرين جدد. وأبرز أهمية المخططات التنموية والاستراتيجيات الكبرى التي اعتمدها المغرب في عدد من القطاعات، من قبيل "استراتيجية 2020 للسياحة" و"مخطط المغرب الأخضر" و"رواج 2020" و"مخطط الطاقة الشمسية" وكذلك الأقطاب الصناعية المحدثة وتلك التي هي في طور الإنجاز بعدد من جهات البلاد. وذكر بتوسيع شبكات النقل الطرقي والجوي والسككي وما يتيحه تحديثها من ميزات للربط بين المغرب وإقليم الأندلس وبينه وبين سائر بلدان الاتحاد الأوربي بصفة عامة، موضحا أن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات بإسبانيا، تضع رهن إشارة المستثمرين في شبه الجزيرة الإيبيرية، الراغبين في إحداث مقاولاتهم في المغرب، كل المعلومات الضرورية المتصلة بالمغرب وبمناخ الأعمال، كما تواكبهم منذ الوهلة الأولى لميلاد فكرة المشروع إلى آخر مرحلة من إنجازه. وتابع أن الوكالة قامت بحملة تحسيسية لفائدة المستثمرين والمقاولين الإسبان للتعريف بمختلف جهات المملكة ومؤهلاتها المتنوعة، مبرزا أن هذه الحملة جعلت الإقبال على الوكالة يزداد سنة بعد الأخرى من قبل كل من يسعى للاستثمار على أرض المغرب. كما قدم السيد أشعاش علي، المسؤول عن "منطقة تطوان" شور المختصة في ترحيل الخدمات، تفاصيل حول عروض المنطقة ومؤهلاتها العديدة وما تقترحه من ميزات كبرى للمقاولات والمستثمرين الإسبان في مجال ترحيل الخدمات. وأوضح أن "منطقة تطوان" شور تحترم المعايير الدولية من حيث البنيات الحديثة التي تتيح التواصل السلس والسريع مع البلدان الغربية، مذكرا أنها تخضع للتسيير من قبل المنطقة الحرة لطنجة التي تعد اليوم من المشاريع الكبرى الناجحة في الجهة الشمالية للبلاد وتسهم في تنمية الكثير من الأنشطة بداخلها. ومن جهته استعرض مدير التخطيط والتنمية بالوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، محمد الهواري، الدور الذي تقوم به هذه الوكالة في تفعيل السياسة الحكومية في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، مبرزا الخطوط العريضة للمخططات القطاعية والبرامج التنموية المتصلة بالأنشطة الطاقية والأوراش الكبرى التي تم إطلاقها في جهات المملكة وما تتيحه من فرص هائلة للاستثمار. وقد انصب النقاش على توضيح بعض الإشكالات ذات الصلة بالجوانب المالية والضريبية والقانونية والتحكيم، ودعا البعض إلى ضرورة عقد لقاءات تجمع بين الأكاديميين والباحثين في التاريخ والاقتصاد وعلم الاجتماع وغيرها من العلوم الإنسانية وبين ممثلي المؤسسات والمقاولات لتوضيح المفاهيم المغلوطة لدى البعض للرقي بالشراكة بين المغرب وإسبانيا إلى مستوى "شراكة رابح-رابح". ونبه أحد المقاولين المغاربة المشاركين في هذه الندوة إلى الدور الهام للتعاون بين مكاتب الدراسات والاستشارة في البلدين الجارين، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على طاقات برهنت على مستوى عال من الكفاءة وحققت نجاحات باهرة بعد مواكبتها الجيدة لعمليات تنفيذ مشاريع استثمارية أجنبية في المغرب.