اكتشفت سفينة الأبحاث الألمانية "ماريا مريان"، في دجنبر الماضي، بجنوب المغرب، وجود أكبر وأعمق أخدود تحت البحر في العالم، بعمق ألف متر و450 كيلومترا من الطول. الأخدود كما هو مشار إليه باللون الأحمر (خاص) ورسم فريق البحث خلال خمسة أسابيع من التنقيب الخرائط وأخذ عينات الوادي، الواقع قبالة شمال غرب الساحل الأطلسي المغربي، وأطلق عليه اسم "أكادير كانيون" (أخدود أكادير")، الذي يبدو مماثلا في الحجم لصدع "غراند كانيون" في ولاية أريزونا الأمريكية. وجمع الباحثون عينات رسوبيات قاع البحر وصورا، توفر أدلة قوية لتدفقات الرواسب القادمة من رأس الوادي، ونقل الحصى والرمال الآتية من جبال أطلس إلى الأحواض البحرية البرية العميقة، بأكثر من ثلاثة أميال تحت سطح البحر. وأفاد راسيل وين، عن المركز الوطني لعلوم المحيطات، أن هذا الوادي الكبير هو مصدر أكبر تداول للرواسب البحرية في العالم، إذ نقل ما يصل إلى 160 كيلومترا مكعبا من الرواسب إلى أعماق المحيطات خلال 60 ألف سنة في حادث كارستي واحد. كما اكتشف فريق البحث انزلاقا كبيرا للأرض جنوب "أكادير كانيون"، الذي يغطي مساحة كبيرة من قاع المحيط بأكثر من 5 آلاف كيلومتر مربع. وتشير البيانات الأولية أنها قديمة نسبيا، وأنها، على الأقل، في حدود 130 ألف سنة. كما أن هناك اكتشافات بيولوجية مهمة، حول نماذج لأول الشعاب المرجانية في أعماق البحار، التي تجمع من حاشية المحيط الأطلسي المغربي، وكذا التجمع المدهش لمئات السلاحف البحرية الضخمة المتوجهة نحو السطح. وقال راسيل وين "أن نكون أول مكتشفي وراسمي خريطة هذه المنطقة المذهلة من قاع البحر هو امتياز نادر، خصوصا أمام باب أوروبا، ومن المنتظر أن تفيد النتائج التي توصلنا إليها في استكمال الأشغال المتعلقة بالمخاطر الجيولوجية والمحافظة على البيئة البحرية لهذه المنطقة ". يشار أن الأخاديد البحرية هي شقوق كبيرة وأودية عميقة، تتكون في قاع البحر بفعل انفلاق قشرة الأرض وانزلاق طبقة على طبقة أخرى، كما أنها عبارة عن وديان طولية شديدة العمق، تقطع قاع المحيط في أماكن مختلفة. وأغلب هذه الأخاديد موجود في قاع المحيط الهادي، وتوجد أغلبها بين خط الاستواء ودرجة عرض º30 عند خط الطول º140 شرقاً، وتمتد بين اليابانوالفلبين. وأعمق أخدود محيطي يعرف باسم أخدود ماريانا في المحيط الهادي في الفلبين، ويصل عمقه إلى حوالي 11 ألف متر تحت سطح البحر.