حصلت "المغربية"، أخيرا، على صورة حصرية لعظم فخذ، يعود إلى 500 ألف سنة، بعد أسابيع من اكتشافه ضمن بقايا المستحث البشري، في موقع "طوما 1"، بمنطقة عين الذئاب، في الدارالبيضاء. صورة العظم كما توصلت بها 'المغربية' من البعثة المشرفة على الأبحاث الأثرية وقال عبد الرحيم محب، باحث في علم الآثار عن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة، إن "هذا الاكتشاف العلمي يعد مهما للغاية بالنسبة لتاريخ وتطور الإنسان القديم بشمال إفريقيا، بعدما عثر عليه في مغارة البقايا البشرية بموقع "طوما 1"، جنوب غرب الدارالبيضاء، وهو عبارة عن عظم فخذ، ينسب لإنسان أومو روديسينسيس". وأوضح محب، في تصريح ل"المغربية"، أن هذا المستجد في البقايا البشرية يؤكد مرة أخرى، ضرورة الحفاظ على هذا الموقع من الاندثار والتلاشي، ما يقتضي تحصينه بالتدابير الممكنة، لإبقائه مهدا ومرجعا للتحريات والتنقيبات الأركيولوجية، قصد الكشف عن التطور البشري بالمغرب في مراحل مهمة. وأضاف أن أهمية "طوما 1" تتجلى في أنه الموقع الوحيد الذي يضم بقايا بشرية، ستساعد الباحثين في دراسة تطور الإنسان وحياة السكان الأقدمين، وأصل الإنسان الحالي، معتبرا أن اكتشاف فخذ الإنسان مدعاة أخرى للاهتمام بالموقع، وإنشاء "متحف موقع"، يعزز المكانة الأثرية ل"طوما 1". ويعود العظم المكتشف، حسب محب، إلى 500 ألف سنة قبل الحاضر. وكانت الأبحاث جارية في الموقع منذ سنة 1969، وأسفرت التحريات الأثرية عن اكتشاف نصف فك سفلي خلال هذه السنة، ثم أسنان عدة، بين 1994 و2006، وكذا فك سفلي كامل سنة 2009، ثم أجزاء من الجمجمة، وهذه الاكتشافات ناجمة عن حفريات أثرية علمية منتظمة ودقيقة. وحسب محب، فإن عظم الفخذ المكتشف سيمكن من التعرف على الحجم والهيئة وطريقة التنقل الخاصة بسكان ما قبل التاريخ، في إشارة إلى أن الآثار البديهية الملاحظة على سطح العظم توحي بأن هؤلاء السكان كانوا فريسة للحيوانات اللاحمة والمفترسة. وتتحفظ البعثة المشرفة على الأبحاث الأثرية في موقع "طوما 1" عن تقديم معلومات مفصلة عن العظم المكتشف، بسبب عدم استكمال الدراسات والتحليلات، التي من شأنها تقديم معلومات كافية ودقيقة عن خاصية الاكتشاف. ويأتي العثور على هذا المستجد الأثري في سياق برنامج أبحاث ''ما قبل التاريخ بولاية الدارالبيضاء الكبرى''، الذي يشرف عليه عبد الرحيم محب (محافظ ممتاز للآثار والمواقع، وباحث في ما قبل التاريخ عن المديرية الجهوية للثقافة بالقنيطرة، وجان بول رينال، مدير أبحاث بالمعهد الوطني للبحث العلمي الفرنسي، جامعة بوردو1). كما تندرج الحفريات في موقع ما قبل التاريخ لمقلع "طوما 1" في إطار التعاون المغربي الفرنسي في ميدان الأركيولوجيا، بمساعدة معهد ماكس بلانك بلايبسيس، من ألمانيا، وجهة أكيتان، بفرنسا.