عرفت أنشطة قطاع صناعة الطيران المغربي تطورا بنسبة 25 في المائة سنويا، بالموازاة مع نمو مجموعة من المهن العالمية بالمغرب ما ساهم في ارتفاع رقم معاملات القطاع عند التصدير بقيمة 5.2 ملايير درهم، مع تأثير غير مباشر لنسيج المقاولات الصغرى والمتوسطة على مستوى المداخيل، إذ انتقلت مشتريات المقاولات المحلية من نسبة 5 في المائة خلال السنوات العشر الماضية إلى 75 في المائة حاليا. وحسب المشاركين في الدورة العادية، التي نظمتها أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، حول "صناعة الطيران: التطورات على المستوى العالمي وأي آفاق وتحديات بالنسبة للمغرب"، أصبح قطاع صناعة الطيران بالمغرب " قطاعا واعدا". وأبرز المشاركون في هذه الدورة، التي نظمت بشراكة مع تجمع المهنيين المغاربة في صناعة الطيران والفضاء، أن "المغرب انتقل في هذا القطاع، خلال السنوات الأخيرة، إلى السرعة القصوى، ما يمكنه من تثبيت موقعه كوجهة مفضلة لدى الفاعلين الرائدين في مجال صناعة الطيران على الصعيد الدولي"، معلنين أن المرحلة الجديدة التي يتوقع أن يلجها قطاع صناعة الطيران بالمغرب خلال السنوات المقبلة، ستبرز مهنا وتكنولوجيات جديدة ذات قيمة مضافة. ويواصل المغرب جهوده من أجل تطوير هذه الصناعة، والتمكن من قاعدة عالمية لكبار المصنعين في القطاع، خصوصا بعد استقبال منطقة "ميد بارك"، المحطة الصناعية بالدارالبيضاء، لمجموعات دولية كبرى. وفي سنة 2012 تمكن المغرب من جذب "بومبارديي"، المجموعة الكندية، التي تعد ثالث مجموعة لصناعة الطيران في العامل. كما بدأت أزيد من 100 شركة ونحو 10 آلاف موظف في الاستقرار بمنطقة النواصر، بينهم 500 موظف يعملون في مجموعة "سافران أيرسيل" الفرنسية . وأوضح المشاركون في الدورة العادية لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات أن المغرب استطاع طيلة عشر سنوات أن يؤسس لقاعدة تنافسية مهمة، كامتداد طبيعي لأوروبا، وأصبح مستعدا للاستفادة إلى أقصى حد من هذه الفرصة الاستراتيجية، ويأمل أن يضاعف أنشطته وإيراداته بحلول 2020. ومن أجل مضاعفة المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب، دشن "معهد مهن الطيران" من أجل تكوين اليد العاملة المؤهلة. ومنذ تأسيسه، سنة 2011، حظي هذا المعهد بثقة مجموعة «سافران» الفرنسية، وأيضا من قبل "كريستوف دولكي" الذي استقرت شركته «راتيير فيجيا» حديثا بالمغرب. وقدم المشاركون في أشغال هذه الدورة، الاستراتيجية التي وضعت من أجل تحويل المغرب إلى قطب إفريقي لخدمات صناعة الطيران، إذ يعتزم المغرب احتضان قاعدة إفريقية تكون بمثابة ملتقى طرق لهذه الصناعة بين إفريقيا ورافدها الرئيس نحو باقي أنحاء العالم. و تشهد خدمات صناعة الطيران بالمغرب توسعا كبيرا مع رقم معاملات يتجاوز المليار دولار. وينشط في المغرب حاليا أكثر من 100 فاعل، متمركزين في مناطق صناعية مجهزة، إذ يتمثل أحدثهم في شركات "بومباردييه" الكندية، و"طاليس" و"سابكا"، فرع "داسو" البلجيكية، و"ميكاكروم" الرائدة في هياكل الطائرات. كما فتحت مجموعة «غاتتي فيجاك» الفرنسية الرائدة في مجال صناعة معدات قطاع الطيران المدني والعسكري مصنعها الجديد بالدارالبيضاء، بهدف تجميع معدات المقصورات وحجرات القيادة. وفي حوارين أجرتهما "المغربية" مع كل من الحسين الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، وحمدي بنبراهيم الأندلسي، رئيس تجمع صناعة الطيران والفضاء بالمغرب على هامش أشغال الدورة، أعلنا عن "مفاجآت كبيرة قريبة" تهم القطاع، وتساهم في تكريس المرحلة الثانية التي دخلها المغرب في المجال.