خيمت روح الراحلة زهرة الشكاف، عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية والبرلمانية السابقة، أول أمس السبت، على أشغال الجمع العام الاستثنائي لجمعية النساء الحركيات، التنظيم النسائي للحزب، في مدينة بوزنيقة. واستحضرت روح زهرة الشكاف، الرئيسة السابقة لجمعية النساء الحركيات، جميع مكونات الحزب، على رأسهم امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وأعضاء المكتب السياسي، مذكرين ب"روحها النضالية وغيرتها الوطنية، وبلورتها لفكرة تأسيس جمعية النساء الحركيات، وحمل مشعل هذا التنظيم، وصولا به إلى عقد الجمع العام، الذي شكل مناسبة للوقوف على التحديات المطروحة أمام المرأة الحركية، في إطار تجديد هياكل الحزب". وبحضور أزيد من ألف مؤتمرة، وعلى مدى يوم، ناقشت النساء الحركيات القانون الأساسي للجمعية، الذي صودق عليه بعد الموافقة بعد أربعة تعديلات (من بينها تعيين أربع نائبات لرئيسة الجمعية، ورفع عدد عضوات مكتب الجمعية إلى 19 بدل 15)، كما جرت المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي. وعرف الجمع العام، الذي تحول إلى جمع عاد في الجلسة المسائية، انتخاب خديجة أم البشائر مرابط، المقاولة ومديرة مؤسسة سياحية وعضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، رئيسة جديدة لجمعية النساء الحركيات، من طرف عضوات المجلس الوطني للجمعية، الذي انتخب ب 85 عضوا من أصل 120، في انتظار استكمال باقي أعضاء المجلس بعد دراسة الطعون والشكايات من قبل لجينة أحدثت لهذا الغرض. وقال امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إن "الحزب يراهن على محطة الجمع العام الاستثنائي لجمعية النساء الحركيات، لتكون حلقة تحول نوعي في مسار التنظيم النسائي الحركي"، مضيفا أن "هذا التنظيم يعول عليه اليوم أكثر من أي وقت مضى، باعتباره رافعة أساسية من رافعات الحزب، لما يزخر به من كفاءات وطاقات نسائية متميزة". ودعا العنصر، في افتتاح أشغال الجمع العام، النساء الحركيات إلى استثمار "الرصيد الذي راكمته التجربة، التي قادتها الراحلة زهرة الشكاف"، وأن يضعن ضمن الأولويات التنظيمية والسياسية استكمال هيكلة فروع جمعية النساء الحركيات في كل الأقاليم والجهات، معتبرا أن الهدف هو توسيع القاعدة النسائية للحزب، واستقطاب الكفاءات، وتيسير اندماجها في التنظيم لوضع برنامح عمل محدد ودائم. وقال إن "الحزب يريد إطارا قويا ومبادرا، يتفاعل مع كل المكونات الحركية، ويزاوج بين العمل السياسي، بما يفرضه من مسؤولية وما يتطلبه من تأطير وتكوين للقواعد النسائية الحركية، وإعدادهن لتمثيل الحركة الشعبية في المؤسسات المنتحبة من جهة، وبين العمل الجمعوي بمختلف توجهاته واختصاصاته". ووصف العنصر الطموح الحركي في بلوغ صدارة المشهد الحزبي والسياسي ب"المشروع والمستحق"، قائلا "ينبغي أن يشكل دافعا لكل الحركيات للعمل على إنجاح ثلاثة أوراش أساسية وأولوية، هي استكمال الهياكل الحزبية والموازية لها محليا وإقليميا وجهويا، والعمل اليومي لمكتب هذه الهياكل وتنشيط الفروع، وتطوير وتقوية الإعلام والتواصل الحزبي وتأهيله". ودعا العنصر الفاعلين السياسيين من أغلبية ومعارضة إلى "استحضار مصلحة الوطن، والابتعاد عن الصراعات والتجاذبات التي تهدر الزمن السياسي الثمين"، قائلا " هذا يفرض على الجميع التحلي بروح الوطنية، وتجاوز المنطق الحزبي الضيق من أجل تدبير هذا الزمن في تنزيل مقتضيات الدستور، وإعداد القوانين المؤطرة للمؤسسات الدستورية والقوانين التنظيمية الأخرى". واعتبرت حليمة عسالي، رئيسة اللجنة التحضرية للجمع العام أن المؤتمر يشكل "محطة نوعية ومتميزة في سجل هذه المنظمة، وفي رصيد الحركة الشعبية بعمقها الشعبي وجوهرها الوطني". وتحدثت عسالي، في كلمة لها عن "مبدأ تكافؤ الفرص وضمان التمثيلية الموسعة لمختلف الأقاليم، واعتبارا لمحدودية التنظيم الإقليمي والمحلي للجمعية"، معلنة أن "اللجنة التحضيرية اعتمدت على معيار النتائج الانتخابية لتحديد نسبة كل إقليم في عدد المؤتمرات الذي فاق الألف مؤتمرة". وحضر الجلسة الافتتاحية عدد من أعضاء المكتب السياسي للحركة الشعبية، الذين يشغلون مناصب وزارية في الحكومة، إلى جانب حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وعدد من البرلمانيين والفاعلين السياسيين والفنانين والرياضيين، وجرى تكريم وجوه نسائية، بينها الفنانة لطيفة أحرار، والرياضية غزلان سيبا، وربيعة ماء العينين، ابنة الراحلة زهرة الشكاف. يشار إلى أن جمعية النساء الحركيات، حسب بلاغ لها، أسست بعد اندماج ثلاثة أحزاب (الحركة الشعبية والحركة الوطنية الشعبية والاتحاد الديمقراطي)، في حزب واحد هو الحركة الشعبية، الذي انبثقت عنه منظمة نسائية حركية موازية تحمل التوجهات نفسها وتعتمد الثوابت نفسها، حملت في البداية اسم "الاتحاد النسائي الحركي"، قبل تغييره سنة 2010، إلى جمعية النساء الحركيات.