اقتحم مجموعة من اللصوص، الأسبوع الماضي في جنح الظلام، داخلية للتلميذات بثانوية العامرية التأهيلية وسط مدينة بني ملال، وتمكنوا من سرقة مجموعة من الهواتف المحمولة ولوازم خاصة بالفتيات اللواتي يقمن بالداخلية ويتحدرن من محيط الإقليم. شكل اقتحام الداخلية التي تعد الوحيدة الخاصة بالفتيات، صدمة للتلميذات اللواتي انتابتهن موجة من الخوف من تصرفات غرباء ولصوص اقتحموا دار الطالبة، مع استحضار أن العملية كان من الممكن أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، لولا تصاعد الصياح في أوساط داخلية الفتيات، حيث تمكن اللصوص من المغادرة بعد سلب مجموعة من التلميذات ما كان في حوزتهن. في السياق نفسه، شكل الحدث دافعا للنقابات التعليمية، خاصة النقابة الوطنية للتعليم التابعة لكل من "ك.د.ش" و"ف.د.ش"، الذين أطروا وقفات احتجاجية بالثانوية المذكورة، وبكل من مدارس العامرية والحي الصناعي والمدارس الهامشية، لمدة ساعة على مرحلتين في الساعة العاشرة صباحا والرابعة مساء، احتجاجا على اقتحام اللصوص لداخلية الثانوية التأهيلية، وأيضا احتجاجا على الوضع الأمني المتردي الذي من مظاهره تجرؤ المجرمين على دخول حرم داخلية المؤسسة التي تقيم فيها الفتيات، إضافة إلى ما بات يتعرض له التلاميذ والتلميذات بجانب المؤسسات، من الهجوم عليهم من طرف لصوص وسلبهم ما بحوزتهم. واستحضر منظمو الوقفات ما وقع في محيط مؤسسة ملحقة، وثانوية ابن سينا إثر تعرض تلميذات للهجوم من طرف اللصوص، وسلب هواتفهن المحمولة، مع الإشارة إلى أن مجموعة من المؤسسات التربوية أضحت مرتعا للتحرش الجنسي بالتلميذات، وما يصاحب ذلك من ترويج للمخدرات. وعلى غرار المضايقات التي يتعرض لها التلاميذ والتلميذات، نظمت الوقفات المذكورة من أجل الاحتجاج على الاستفزازات التي تحاك ضد نساء ورجال التعليم، الذين يقومون بواجبهم المهني المتجلي في محاولة حماية الأطفال والتلاميذ والتلميذات، مستنكرين في الوقت ذاته تعرض بعضهم للهجوم من طرف غرباء، يدخلون إلى داخل حرم المؤسسات ويقومون بتعنيف نساء ورجال التعليم. واعتبر مصدر تربوي أن شغيلة القطاع بمدينة بني ملال تدق ناقوس الخطر بسبب هذه الهجومات، خاصة بعد اقتحام مؤسسة داخلية للتلميذات، الأمر الذي يشكل جرأة غير مسبوقة، ويهدد سلامة الفتيات، ما يقتضي تكثيف الجهود لمحاربة هذه الظواهر، خاصة أن هناك شراكة بين قطاع التعليم والمصالح الأمنية، للقيام بدوريات أمنية لحماية محيط المؤسسات التعليمية أثناء خروج التلاميذ. علاقة بالموضوع يطرح مشكل نقص الموارد البشرية لدى المصالح الأمنية، عاملا رئيسا لولاية الأمن بني ملال، خاصة بعد اتساع المدار الحضري، وإضافة مناطق أخرى لنفوذ المدينة.