أدان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أول أمس السبت، "جماعات دولية" و"تحالفات ظلامية" لإيقاع تركيا في فضيحة فساد كشفت عن خلافات عميقة بينه وبين رجل دين مسلم مقيم في الولاياتالمتحدة ساعده على الوصول إلى السلطة. رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وقالت وسائل إعلام محلية إن مدير بنك خلق المملوك للدولة وابني وزيرين ألقي القبض عليهم رسميا يوم السبت في إطار تحقيق في الفساد وصفه أردوغان بأنه "عملية قذرة" لتقويض حكمه. وزاد رئيس الوزراء ال تركي المخاطر باتهامه سفراء أجانب لم يذكرهم بالاسم بالضلوع في "أعمال استفزازية". واتهمت صحف تركية السفير الأمريكي بتشجيع التحرك ضد بنك خلق وهو اتهام نفته السفارة الأمريكية. وقال أردوغان في كلمة في بلدة فاتسا في شمال تركيا "هناك تحالفات قذرة جدا في هذه القضية.. تحالفات سوداء لا تستطيع أن تقبل تركياالجديدة.. تركيا الكبيرة". وتابع قائلا "لم تتعرض تركيا قط لمثل هذا الهجوم غير الأخلاقي". وينظر إلى الضجة التي أثرت على الأسواق على أنها تأتي على خلفية صراع على السلطة بين أردوغان وحليفه السابق فتح الله جولن، الذي يتمتع بنفوذ كبير في دوائر الشرطة والقضاء. وأقيل عشرات من قيادات الشرطة من مناصبهم، منذ أن بدأ احتجاز المشتبه في ضلوعهم في قضية الرشوة. وقال جولن في تسجيل صوتي بث في أحد مواقعه الإلكترونية يوم الجمعة "أولئك الذين لا يرون اللص ويتعقبون من يحاولون الإمساك به، الذين لا يرون جريمة القتل ويحاولون تشويه آخرين باتهام الأبرياء .. اللهم احرق بيوتهم وخرب ديارهم وفرق جمعهم". وأحجم أردوغان عن ذكر اسم جولن بوصفه المحرك وراء التحقيقات عندما أنحى باللائمة على مؤامرة مدعومة دوليا. لكن الخلافات احتدمت بين أردوغان والحركة التي يتزعمها جولن احتدمت في الأشهر القليلة الماضية. وقال أردوغان، يوم السبت "هذه عملية نفذت بأوامر من بعض الجماعات الدولية وينفذها وكلاؤهم داخل تركيا كخطوة ضد الحكومة. نحن لن نذعن لها". وتساءل قائلا بينما كان يستعرض متباهيا قائمة مشاريع الطرق السريعة والمطارات التي نفذتها حكومته "عندما تولينا السلطة قبل 11 عاما كان الدخل القومي لتركيا 230 مليار دولار وهو الآن أكثر 800 مليار دولار. هل يمكن زيادة الدخل بهذا القدر في بلد فاسد؟". ولا يوجد تهديد فوري لوضع أردوغان، لكن الخلاف بين حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه وبين حركة "خدمة" التي يتزعمها جولن قد يساعد في حسم الانتخابات المحلية المقرر أن تجرى في مارس. وقال سونر چاجابتاي، مدير برنامج الدراسات التركية في معهد واشنطن "بدأ صراع سياسي كبير في تركيا". "المفارقة أن هذه المعركة تدور داخل صفوف الحزب الحاكم". وأضاف أن المعركة الحاسمة ستكون في مارس وتشمل المنافسة على منصب رئيس بلدية اسطنبول العاصمة التجارية لتركيا. وقال جاجابتاي "إذا فاز أردوغان في اسطنبول على الرغم من حركة جولن فسيصبح الشخصية السياسية الأكثر هيمنة في التاريخ الحديث ومن المحتمل أنه سيخضع حركة جولن". وأشار أردوغان إلى تورط أطراف خارجية في الأزمة مثلما فعل عندما واجه موجة من الاحتجاجات في الصيف الماضي. وقال "في هذه الأيام الأخيرة وبطريقة غريبة تورط سفراء في بعض الأعمال الاستفزازية" وطالبهم بعدم التدخل في الشؤون التركية وحذرهم قائلا "إذا ابتعدتم عن نطاق وظيفتكم فقد يدخلكم ذلك في نطاق سلطاننا القضائي. لن نكون مضطرين للإبقاء عليكم في بلدنا".