كشفت لائحة الأفلام المستفيدة من دعم الإنتاج السينمائي عن تراجع السينما النسائية، برسم سنتي 2012 و2013 صورة جماعية للجنة الدعم (خاص) إذ لم تضم القائمة أي اسم نسائي، باستثناء استفادة المخرجة جيهان البحار من دعم كتابة السيناريو، ودعم مشروع فيلم لمحمد إسماعيل، من سيناريو رين دانان. وحسب بيانات لجنة الدعم، التي يترأسها المسرحي عبد الكريم برشيد، فإن جل مشاريع الأفلام المستفيدة من الدعم برسم سنتي 2012 و2013 لمخرجين رجال، ما يعني أن السينما النسائية تعيش تراجعا ملحوظا، خصوصا بعد المشاركة المغربية الباهتة في المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا، إذ تعذر على المنظمين إيجاد فيلم سينمائي نسائي جاد لتمثيل المغرب. وقال رئيس لجنة الدعم عبد الكريم برشيد، في تصريح ل"المغربية"، إن "اللجنة لم تقص أي مشروع سينمائي نسائي من الدعم، وكل ما في الأمر، أنها لم تتوصل بمشاريع أفلام نسائية كثيرة"، مؤكدا أن "عمل اللجنة ينصب على تقييم المشروع السينمائي من الجانب الإبداعي والتقني، دون النظر إلى اسم المخرج أو كاتب السيناريو". وأوضح برشيد أن اللجنة تتعامل مع شركات إنتاج، تتوفر فيها الشروط القانونية للاستفادة من الدعم المخصص للإنتاج السينمائي، مشيرا إلى أن أغلب المشاريع، التي تقدمت بها شركات الإنتاج للجنة، كانت من توقيع مخرجين وكتاب سيناريو رجال، باستثناء سيناريو لجيهان البحار وآخر لزين دانان. وتتشكل اللجنة من صباح بنداوود، وفاطمة الإفريقي، وإدريس الطاهري، ومحمد هشام الركراكي، والتهامي حجاج، ومحمد الوالي، ومحمد بلفقيه، وبشير ادخيل، ومحمد القدميري، وعبد الحق أفندي، وطارق خلامي. من جهتها، قالت المخرجة المغربية فريدة بليزيد، إن "السينما النسائية المغربية حققت في الفترة الأخيرة تطورا ملحوظا في عدد الأفلام والمخرجات"، وأن التراجع الحاصل في السنتين الأخيرتين لا يغدو أن يكون وضعا مؤقت، لأن "إنجاز فيلم سينمائي جيد يحتاج إلى وقت طويل قد يصل إلى ثلاث سنوات"، مشيرة إلى أن السنة الجارية شهدت عرض عدد من الأفلام النسائية منها فيلمها الجديد"حدود"، و"روك القصبة" لليلى مراكشي، و"زهرة أغمات" لفريدة بورقية. يذكر أن مجموع مبالغ الدعم، التي قررتها لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية الوطنية خلال السنة الجارية، بلغت 6 ملايير و72 مليون سنتيم لفائدة 31 مشروعا سينمائيا جديدا، منها مليار و455 مليون سنتيم برسم الدورة الأولى، ومليار و686 مليون سنتيم برسم الدورة الثانية، وملياران و931 مليون سنتيم برسم الدورة الثالثة من السنة الجارية. وكانت السينما النسائية المغربية سجلت حضورا متميزا بين سنة 2009 و2011، إذ انتزعت جائزتي الدورة 13 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، من خلال الشريط الطويل "على الحافة" للمخرجة المغربية، ليلى كيلاني، الذي مثل المغرب في مهرجان "كان" الدولي، وتوج بحوالي 20 جائزة من مختلف التظاهرات السينمائية الدولية، والفيلم القصير "الطريق إلى الجنة" للمخرجة هدى بنيامنة. وعكس هذا التتويج، الذي اعتبره العديد من المهتمين بالسينما المغربية مستحقا آنذاك، قوة السينما النسائية المغربية، التي مثلتها 10 مخرجات سنة 2011. وإذا كانت سنوات 2009 و2010 و2011 شهدت حضورا مهما للأفلام النسائية المغربية، التي أخرجتها مخرجات ينتمين إلى مختلف الأجيال السينمائية مثل فريدة بليزيد، ونرجس النجار، وسلمى بركاش، وليلى كيلاني، ومريم بكير، وزكية الطاهري وغيرهن، فإن سنتي 2012 و2013 لم تشهدا سوى حضور ثلاثة أفلام، الأول لفريدة بليزيد، والثاني لفريدة بورقية، والثالث لليلى المراكشي، بعد غياب ناهز ثماني سنوات.