بيضاوية الأصل وغيورة على الأغنية المغربية، تسعى إلى أن ترقى الساحة الغنائية إلى مستوى جيد، وتتمنى أن تعود الأغنية المغربية إلى الزمن الجميل، إنها المطربة إيمان الوادي التي تؤمن بأن الفن كفاح وتضحية. كشفت في حوار ل "المغربية" أنها بصدد التحضير لأغنية عن بنات الليل، وأنها انتهت من "صباح الخير يا بلادي" التي تتغنى بالحب والأمل، وقالت "إنها متشبثة بمغربيتها، وترغب في شق طريقها ببلدها المغرب. ما هو جديدك الفني؟ انتهيت من تسجيل أغنية "صباح الخير يا بلادي" كلمات حسن الخلوفي وألحان محمود ميكري وهو أول تعاون يجمعني بميكري. الجميل في هذه الأغنية هو أن مجموعة من الأطفال يرافقونني في الكورال. الأغنية تتغنى بالأمل والخير والحب. ونالت هذه الأغنية دعم وزارة الثقافة هذه السنة، و"صباح الخير يا بلادي" تذاع حاليا في الإذاعات الوطنية والحرة. وجرى تصويرها للقناة الثانية، على أساس تقديمها في إحدى السهرات الفنية المبرمجة بداية السنة المقبلة. دائما على مستوى جديدي الفني، أنا بصدد التحضير لأغنية من كلمات عبد الناجي الميراتي وألحان نعمان لحلو، والأغنية تعالج موضوعا جريئا وهو بنات الليل، حيث تعاطفت معهن في الأغنية، متمنية أن تلقى إقبالا من قبل الجمهور، لأن هذا الموضوع للأسف مطروح ومعاش بشدة في المجتمع المغربي وكذا في العالم بأسره، وأتمنى أن تجد من ينقذها من هذا الوسط المظلم. هل ترين أن الساحة الغنائية المغربية بخير؟ إذا لم نقل إنها بخير فلنقبع في بيوتنا ونختفي عن الأنظار. يجب أن نعيش بالأمل، وأتمنى أن يتحرر الميدان البصري حتى تتاح الفرصة أمام الأغنية المغربية، لدينا القناة الثانية وحدها من تقدم الأغنية المغربية، لأن القناة الأولى تكاد تكون فيها الأغنية المغربية شبه منعدمة. أتمنى أن تتوفر الساحة الإبداعية المغربية على قناة خاصة بالأغنية المغربية حتى تستعيد بريقها وعزتها، ومكانتها في العقود الماضية. نحتاج لهذه القناة الخاصة من أجل استمرارها، لأننا نحن القنطرة التي ستعبر من خلالها الأغنية حتى تصل للجيل الجديد الذي سيأخذ المشعل، وأتمنى ألا تضيع وسط الغزو الشرقي والخليجي، الذي يشهده الميدان بشكل كبير. قبل ظهور القنوات الفضائية منذ كان للأغنية المغربية مكانة وحظوظا كبيرين وكانت وازنة وتحظى بإقبال الجمهور. نحن في حاجة إلى تسويق هذه الأغنية، وأعتقد أن الساحة الغنائية المغربية في حاجة إلى غربلة من أجل إعادة الزمن الجميل زمن الأغنية الجميلة والأداء المتميز واللحن الموزون. نحتاج إلى إرجاع الثقة في أنفسنا لأن الفنان المغربي ناضل كثيرا من أجل النهوض بالأغنية المغربية بإمكانيات بسيطة، لكنه استطاع أن يوصلها إلى العالم العربي. يجب أن تكون لنا غيرة على الميدان حتى نعيد للأغنية المغربية مكانتها وعزتها ورقيها. ألم تفكري في الهجرة إلى الشرق حيث الظروف الإبداعية ملائمة أكثر؟ إطلاقا لا قبل الزواج ولا بعده، أنا حريصة على صنع اسمي ببلدي رغم أنني أخطو خطوات ثقيلة إلا أنني فخورة بذلك لأنني أخطو خطواتي بثبات، وأشق طريق الغناء بنجاح، لأن الغناء يسري في عروقي والفن أوكسجين حياتي. أذهب للشرق من أجل المشاركة في مهرجانات فنية، على أساس العودة إلى بلدي. أنا متشبثة بمغربيتي. لا أشعر بالاستقرار إلا في بلدي وسط جمهوري الذي يساندني. متى كان أول ظهور لك أمام الجمهور؟ كان ذلك من خلال مشاركتي في برنامج مسابقات المواهب الغنائية "نجوم الغد" سنة 1999، ونلت الجائزة الثانية في النهائيات، كنت حينها طالبة في المعهد الموسيقي، بعد هذه المشاركة، أتيحت لي فرصة الاشتغال مع المنتج محمد حميد العلوي الذي كان ضمن لجنة تحكيم "نجوم الغد" وأول تعامل لي معه ما أغنية "الله يداوي الحال". هل واجهتك صعوبات من أجل دخول عالم الغناء؟ أكيد لأن والدي كان رافضا للفكرة، بحيث لم يكن يرفض الفن كإبداع بل كان متخوفا من الميدان. الوسط العائلي دائما يقف معارضا أمام هذه المواقف، ولحسن حظي أن أساتذتي بالمعهد استطاعوا إقناع والدي الذي كان رجل تعليم، قائلين "إن ابنتك تتوفر على موهبة فنية رائعة وهذه فرصتها". لكن إصراري على الغناء وقناعتي بأنني سأحقق نجاحا في الميدان جعلني أقنع والدي. بعد زواجي اطمئن والدي وأزاح ذلك الهم من عاتقه. كيف جاء عشقك للغناء؟ منذ ربيعي الخامس، كنت أتخذ من المائدة خشبة ومن الملعقة أو المشط ميكروفون. أتذكر أن أول أغنية غنيتها في هذه السن كانت "ياك آجرحي" لمعيمة سميح، كنت أحفظها عن ظهر قلب وغنيتها أمام معلماتي في المدرسة. بعدها كانت مشاركاتي في الحفلات المدرسية والأعياد الوطنية. أول مشاركة لي بشكل احترافي كانت من خلال برنامج "نغمة وتاي" الذي تقدمه القناة الأولى، إذ شاركت إلى جانب الإخوان ميكري. هل زواجك من المنتج محمد حميد العلوي ساهم في نجاحك الفني؟ بالطبع فبعد الله سبحانه وتعالى الفضل يعود لزوجي في نجاحي في هذه الميدان، لأن له خبرة واسعة في المجال الغنائي، بحيث هيأ لي جميع الظروف الفنية. ما هي أهم الأغاني التي قدمتها خلال مسارك الغنائي؟ "عندك ظروف"، "أحياني ميمتي على الشمتة"، و"خليو الحب يعيش"، التي فزت من خلالها بجائزة أحسن أغنية سنة 2013، كلمات علي الحداني وألحان محمد بنعبد السلام، و"صول وجول"، و"فريق بلادي" مهداة للمنتخب الوطني، و"لميما رانا غادا"، و"هذا نصيبي"، و"هاذ الراجل"، وغيرها من الأغاني التي لاقت استحسانا من قبل الجمهور المغربي. بعيدا عن الفن، كيف هي علاقتك بالمطبخ؟ علاقة وطيدة وجيدة. أتقن مختلف الشهيوات. والدتي كانت تتفنن في الطبخ وكانت حريصة على أن ندخله ولو اقتضى الأمر أن أضرب من أجل تعلم الطبخ. كان الطبخ ضمن ثقافة البيت. ماذا عن التسوق؟ أنا مبذرة إلى أبعد حد، ولا أتابع الموضة، بل أرتدي ما يلائمني، ويناسب شكلي. هل تشاهدين التلفزيون؟ لا أتابع المسلسلات، بل أفضل البرامج الحوارية والوثائقية. هل أنت بيتوتية؟ إلى حد ما، بحيث إذا لم يكن لدي عمل في الخارج أفضل البقاء في البيت. كيف هي علاقتك بالفنانين؟ أنا صديقة الجميع ولدي علاقات كثيرة والحمد لله، وأقرب أصدقائي محمود ميكري، الذي أعتبره طبيبا نفسانيا، فهو صديق وفي وملاذي في أسوء حالاتي النفسية. لمن تحبين الاستماع؟ أعشق الأغنية المغربية، وأحب الاستماع لماجد المهندس، وشيرين، ووائل جسار، وفايزة أحمد.