دعا سفير روسيا بالمغرب، فاليري فوروبييف، يوم الاثنين المنصرم، بالدارالبيضاء، إلى تفعيل دور الدبلوماسية الاقتصادية وتسخيرها لبناء تعاون ثنائي موسع يشمل القارتين الإفريقية والأوروبية. وقال الدبلوماسي الروسي، في كلمة خلال افتتاح أشغال ملتقى الأعمال الروسي المغربي، إن المغرب، وبفضل استقراره وموقعه الجغرافي والإصلاحات المهمة، التي انخرط فيها، والتي همت عدة مجالات، يعتبر اليوم قاعدة إقليمية للاستثمار، ومحورا للتصدير خاصة في اتجاه الأسواق الإفريقية، ما سيفتح أمام الفاعلين الاقتصاديين الروس آفاقا واسعة لولوج هذه الأسواق. من جانبه، أبرز مدير سياسة التجارة الخارجية بالوزارة المكلفة بالتجارة الخارجية، سعيد مغراوي حسني، أن "المغرب بلد منفتح ومندمج في الاقتصاد العالمي، بفضل مجموعة المعاهدات واتفاقيات التبادل الحر التي تربطه بالاتحاد الأوروبي والبلدان العربية والولايات المتحدةالأمريكية". وأضاف أن "المنتجات الوطنية تستطيع، تبعا لتلك الاتفاقيات والمعاهدات، ولوج عدد مهم من الأسواق دون التزامات جمركية أو ضريبية، وبعدد مستهلكين يناهز المليار مستهلك ويتمتعون بقدرات شرائية مرتفعة". من جهته، شدد رئيس مجلس الأعمال المغربي الروسي، حسن السنتيسي، على أهمية تنويع مجالات المبادلات التجارية الثنائية، معربا عن رغبة المملكة الصريحة في إضفاء دينامية قوية على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي تجمعها بروسيا. وذكر السنتيسي، الذي يرأس، أيضا، الجمعية المغربية للمصدرين، أن المبادلات التجارية الثنائية لا تتجاوز 2,5 مليار دولار، منها مليارا دولار موجهة للاستيراد و0,5 مليار دولار للتصدير، مشيرا إلى أن "المغرب لا يستقبل سوى استثمارات روسية ضعيفة في حين أن هناك فرصا واعدة للدخول في استثمارات مربحة بالمملكة". من جهتها، أوضحت المديرة العامة ل(مغرب تصدير)، زهرة معافيري، أن "(المغرب تصدير)، وبشراكة مع عدد من الجمعيات والفدراليات المهنية في القطاع، كان دائما يعتبر أن السوق الروسية هي سوق ذات أولوية، وعمل على اتخاذ عدة مبادرات وخطوات لتجسيد ذلك، منها القيام بحملات تحسيسية واستكشافية للسوق الروسية، وعقد لقاءات أعمال مع الفاعلين الاقتصاديين الروس في قطاعات مختلفة منها على الخصوص الصناعات الغذائية والنسيج والجلد والصيد". وأضافت أن "كل هذه المبادرات سيتم تدعيمها وتعزيزها في إطار استراتيجية وبرنامج العمل للفترة 2014-2016"، مشيرة إلى أن المكتب سيعمد إلى تقوية مشاركته في المعارض المتخصصة، علاوة على تنظيم حملات تواصلية كبيرة بتعاون مع مختلف الأطراف المعنية بتنمية العلاقات الاقتصادية الروسية المغربية. ويهدف هذا الملتقى، الذي ينظمه، إلى غاية الرابع من الشهر الجاري، مجلس الأعمال المغربي الروسي، بشراكة مع جمعية المصدرين المغاربة و(مغرب تصدير)، إلى تقريب الفاعلين الاقتصاديين الروس المشاركين في الملتقى من فرص الاستثمار التي يوفرها المغرب كبوابة للانفتاح الاقتصادي على السوق الإفريقية. ويتضمن برنامج الزيارة التي يقوم بها هؤلاء الفاعلون للمغرب التوقيع على مذكرة تفاهم بين غرفتي التجارة بلبيتسيك والرباط، على هامش انعقاد مجلس الأعمال المغربي الروسي، يوم رابع دجنبر الجاري، بمقر الجمعية المغربية للمصدرين. وتعد الفيدرالية الروسية ثامن شريك تجاري للمغرب بقيمة إجمالية تناهز 22,5 مليار درهم، منها 20,3 مليار درهم للواردات، و2,2 مليار درهم للصادرات. وتتشكل الواردات المغربية من روسيا، بالأساس، من النفط والغاز والكبريت، فيما يصدر إليها منتجات الصناعة الغذائية كالحوامض والطماطم ومنتجات الصيد البحري.