أطلقت وزارة الصحة، بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، أمس الاثنين، في سلا، الحملة الوطنية الثالثة للكشف عن فيروس فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، وستعزز الحملة بوصلات تحسيسية على قنوات التلفزة والإذاعات الوطنية، وتخصيص وصلات تلفزية تهم الكشف عن الفيروس عند المرأة الحامل في الوسط القروي. قال الحسين الوردي، وزير الصحة، إن الحملة تهدف إلى توعية المواطنين بخطورة الإصابة، وتعزيز خدمات الكشف عن الفيروس عن طريق تحليل الدم، بغية تحقيق الهدف المنشود بحلول نهاية 2013، ببلوغ 400 ألف كشف عن الداء. وأشار إلى أن هذه الحملة الوطنية ستستمر إلى غاية 27 دجنبر 2013، وستشمل جميع جهات المملكة، بالكشف في مجموعة من المراكز الثابتة المنتمية لوزارة الصحة وللجمعيات الفاعلة في مجال مكافحة السيدا، وستعبئ هذه الأخيرة وحدات متنقلة لضمان الرصد والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين والمواطنات، مؤكدا أن عملية الكشف ستجري بصفة مجانية وبسرية تامة، إذ لا يطلب من الشخص المستفيد الإدلاء بأي معلومات شخصية تهمه. وأفاد الوزير، في تصريح للصحافة، أن عدد الأشخاص المتعايشين مع الفيروس، حسب آخر الإحصائيات سنة 2012، يقدر بحوالي 30 ألف شخص، في حين، بلغ عدد الحالات المصرح بها 8 آلاف و40 حالة نهاية أكتوبر 2013، وتبين هذه الأرقام أن 74 في المائة من حاملي الفيروس ليست لهم دراية بوضعيتهم. وأكد الوردي أن وزارة الصحة تسعى، بشراكة مع المنظمات غير الحكومية، إلى تدريب وسطاء متخصصين في العلاج النفسي والدعم الاجتماعي، وفقا لمعايير الدعم النفسي والاجتماعي الوطني لبرنامج فيروس نقص المناعة المكتسب، وعيا من الوزارة بأهمية الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتعايشين مع هذا الفيروس. وتفيد معطيات وزارة الصحة أن نسبة الإصابة بفيروس المناعة المكتسبة عند السكان عامة في المغرب تظل ضعيفة وتبقى مستقرة في نسبة 0.11 في المائة، منذ سنة 1986 إلى آخر أكتوبر الماضي. وجعلت وزارة الصحة من الكشف عن السيدا أهم أولويات المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا 2012-2016 ، وتعتمد على تنظيم حملات وطنية للكشف عن الفيروس، بتعاون مع شركاء المجتمع المدني. وسيعبأ خلال هذه الحملة ألف طبيب وممرض، فاعلون في الميدان من طنجة إلى الداخلة ، حسب وزارة الصحة، وتوفير الكمية الكافية من اللوازم المخبرية للكشف وتأكيد الإصابة بالفيروس، ووضع منظومة لتوجيه المصابين للمراكز المرجعية، ووضع منظومة للتكفل بجميع الحالات المصابة بالفيروس التي يقع تشخيصها. فيما ستنظم عملية الكشف السريع عن الفيروس عن طريق 460 مركزا قارا، منها 390 مركزا تابعا لوزارة الصحة، و70 مركزا تابعا للجمعيات الموضوعاتية، إلى جانب تخصيص 8 وحدات متنقلة، منها 4 لجمعية محاربة السيدا، و2 للمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، وواحدة لكل من جمعية الجنوب لمحاربة السيدا، وجمعية محاربة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا. وسيوجه الأشخاص المصابون بالفيروس نحو المراكز المرجعية من أجل التكفل، وتوفير الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها، باعتماد الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية للمرأة الحامل المصابة، وذلك على صعيد دور ومستشفيات الولادة.