عَددُ المغاربة المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة (VIH)، من بين مجموع الساكنة، يصل إلى 30 ألف شخص، حسب آخر الإحصائيات التي أنجزت خلال سنة 2012؛ أرقام الإحصائيات ذاتها كشفت أنّ عدد الحالات المصرّح بها لا يتعدّى 8040 حالة، إلى غاية نهاية شهر أكتوبر من السنة الجارية، وهو ما يعني أنّ 21960 شخصا، من بين ال30 ألف شخص المصابين، أي ما يمثّل 74% يجهلون أنّهم حاملون لفيروس نقص المناعة المكتسبة، وهو ما اعتبره وزير الصحة أمرا خطيرا جدا. وتشير أرقام وزارة الصحّة إلى أنّ نسبة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري عند الساكنة العامّة في المغرب ضعيفة، وتبقى مستمرّة في حدود نسبة 0.11%، حيث وصل عدد الحالات المصرّح بها منذ سنة 1986 إلى غاية آخر شهر أكتوبر الماضي إلى 8040 حالة، فيما تشير تقديرات برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا إلى أنّ عدد المتعايشين مع الفيروس في المغرب يناهز 30 الف حالة. وزير الصحة، الحسين الوردي، الذي أعطى انطلاقة الحملة الوطنية الثالثة للكشف عن السيدا، صباح اليوم بسلا، قال في تصريحات صحافية إنّ الهدف من الحملة، التي انطلقت يوم 20 نونبر الحالي وتستمر إلى غاية ال27 من شهر دجنبر القادم، والتي تنظمها الوزارة بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، هو إجراء 320 ألف تحليل لكشف السيدا، في إطار تفعيل أجْرأة الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة لمحاربة السيدا، والتي تمتدّ من 2012 إلى 2016. وأضاف الوردي أن الحالات التي سيتمّ اكتشافها، من خلال مراكز الفحص التي يصل عددها إلى 460 مركزا قارّا، و8 وحدات متنقلة، سيتمّ التكفّل بعلاجها بالمجان، على أن يكون الكشف أيضا بالمجان، وبطريقة سرية، إذ لا يُطلب من الشخص الراغب في إجراء الكشف أي معلومة شخصية، "بل يُجرى له تحليل ويُعطى له الدواء دون طلب معلومات شخصية"، يقول الوردي. من ناحية أخرى، ستقوم وزارة الصحة، بشراكة مع المنظمات غير الحكومية، بتدريب وسطاء متخصصين في العلاج النفسي، والدعم الاجتماعي، وفقا لمعايير الدعم النفسي والاجتماعي الوطني لبرنامج فيروس نقص المناعة المكتسب، من أجل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتعايشين مع الفيروس. صِلة بذلك، يصل عدد النساء المصابات بفيروس نقص المناعة، من بين مجموع الحالات المصرّح بها، إلى 48%، فيما تتراوح أعمار المصابين، في صفوف الجنسين، ما بين 25 و 44 سنة، وتتوزّع 50 بالمائة من الحالات على ثلاث جهات، هي سوس ماسة درعة، وجهة مراكش تانسيفت، وجهة الدارالبيضاء الكبرى.