ضغط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على إيران للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يثبت للعالم أن برنامجها النووي سلمي، لكنه قال إنه ليس لديه "توقعات محددة" بشأن المحادثات التي ستجري هذا الأسبوع في جنيف بين القوى الدولية وإيران. كيري وأحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي (خاص) قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما اجتمع مع زعماء مجلس الشيوخ من الحزبين، أمس الثلاثاء، لمحاولة إقناعهم بعدم فرض عقوبات إضافية على إيران مع استعداد الولاياتالمتحدة والقوى العالمية الأخرى لإجراء مفاوضات جديدة مع طهران بشأن برنامجها النووي، لإتاحة فرصة لنجاح هذه المحادثات. وقال مسؤول أمريكي كبير، الأسبوع الماضي، إن القوى الدولية الست وإيران يقتربون من التوصل إلى اتفاق مبدئي، لكن كيري قلل على ما يبدو من سقف هذه التوقعات قبل يومين من استئناف المحادثات. وقال كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو "ليس لدي توقعات محددة في ما يتعلق بالمفاوضات في جنيف التي سنتفاوض خلالها بحسن نية وسنحاول الوصول لاتفاق يمثل خطوة أولى (على طريق حل الأزمة)". وأضاف أنه يأمل "أن تتفهم إيران أهمية القدوم إلى هناك وهي مستعدة لصياغة وثيقة يمكن أن تثبت للعالم أن هذا برنامج سلمي". وتابع كلامه قائلا "لن أتفاوض بشأن ذلك علنا. يجب علينا جميعا أن يحترم كل منا طريقة الآخر ومواقفه ولذا فمن الأفضل ترك هذا التفاوض لطاولة المفاوضات". وتتفاوض القوى الدولية الست على مقترح يقضي بتخفيف العقوبات على إيران مقابل تجميدها لبعض أجزاء برنامجها النووي الذي تخشى عدة دول ولاسيما في الغرب من أن يهدف إلى اكتساب قدرات لصنع أسلحة نووية. وستستأنف المحادثات بين إيران وما تعرف بمجموعة خمسة زائد واحد في 20 من نونبر. وستحاول خلالها دول المجموعة والتي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا التوصل لاتفاق يمثل خطوة أولى لإنهاء مأزق مستمر، منذ عشر سنوات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وتنفي إيران رغبتها في اكتساب قدرات تمكنها من صنع أسلحة نووية وتصر على ان طموحاتها النووية تقتصر على التوليد السلمي للكهرباء وغيرها من الاستخدامات المدنية. وانتهت المحادثات بين الجانبين الأسبوع الماضي دون التوصل لاتفاق على الرغم من أنه بدا أنهما اقتربا من إبرام اتفاق. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الرئيس يعتزم تكرار موقفه للمشرعين حينما يلتقي بهم في البيت الأبيض. وقال كارني للصحافيين "في ما يتصل بموقفنا من فرض عقوبات إضافية، فإنني متأكد أن هذا سيكون موضوعا للنقاش لأنه في رأي الرئيس أن الصواب الذي ينبغي أن يعتمده الكونجرس هو التوقف مؤقتا حتى يمكننا اختبار الإيرانيين وهل هم جادون أم لا في حل هذه القضية بالسبل الدبلوماسية". وقال مشرعون أمريكيون ومساعدون في الكونجرس إنه ليس متوقعا عرض تشريع يقضي بفرض عقوبات صارمة جديدة على إيران للتصويت في مجلس الشيوخ قبل دجنبر. وكان بعض الجمهوريين قالوا إنهم يدرسون اقتراح عقوبات جديدة على إيران في إطار تعديل لمشروع قانون مخصصات الدفاع، الذي يناقشه مجلس الشيوخ هذا الأسبوع. غير أن المشرعين والمعاونين قالوا إن هذا الإجراء غير متوقع قبل عودة أعضاء مجلس الشيوخ في الثاني من دجنبر من عطلة عيد الشكر. وقال السناتور بوب كروكر الجمهوي الرفيع في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ للصحافيين "لا أتوقع أن يحدث شيء قبل عودتنا". وأثارت مساعي واشنطن الحثيثة للتوصل إلى اتفاق توترات مع حليفتها إسرائيل التي تريد فرض عقوبات أمريكية أكثر صرامة على إيران لإجبارها على تفكيك برنامجها النووي كلية. ودعت حكومة أوباما المشرعين الأمريكيين لعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة لإتاحة الفرصة لنجاح المفاوضات.