قال وزير الثقافة والفرانكفونية الإيفواري، موريس كواكو باندمان، أمس الثلاثاء خلال افتتاح الدورة السادسة للمعرض الدولي الكتاب لأبيدجان، أن تجربة المغرب، ضيف شرف الدورة، في مجال النشر يمكن أن تساهم في تطور صناعة الكتاب بكوت ديفوار. يشارك المغرب في الدورة السادسة للمعرض الدولي للكتاب بأبيدجان بوفد مهم يترأسه وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي. وأضاف باندمان، أنه "لأول مرة منذ إحداث المعرض يتم منح لقب ضيف شرف لبلد ما، وقد تم منحه للمملكة المغربية"، مبرزا أن "هذا الاختيار ليس اعتباطيا، بل يعكس الصداقة النموذجية بين أبناء المغرب وكوت ديفوار، وجمال الجسر الذي يربط هذين الشعبين". وأكد أنه "لم يكن لهذه الدورة أن تقام بعيدا عن فلسفة الحوار والالتقاء بين أناس منخرطين في أخوة حقيقية"، أرسى ركائزها المغفور له الملك الحسن الثاني والرئيس الراحل فليكس هوفويت بوانيي، وعززها جلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن وترا، اللذان ما مافتئا يعملان على تقوية الروابط العريقة بين الشعبين المغربي والإيفواري. وبعدما دعا إلى "الاستفادة من التجارب الناجحة للبلدان الشقيقة كالمغرب في مجالات الثقافة، والتي تتجاوب مع دعوتنا لدعم جهودنا في هذا المجال"، أضاف الوزير أن "حضور المغرب في الدورة السادسة للمعرض الدولي للكتاب لأبيدجان كضيف شرف، تشكل نموذجا فعالا لنجاح التعاون جنوب-جنوب"، مؤكدا على إسهام التجربة المغربية في مشروع كوت ديفوار الصاعدة لسنة 2020. من جانبه، أكد وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي أن الاحتفاء بالمغرب من خلال منحه ضيف شرف الدورة يكتسي دلالة كبرى، لاسيما وأن المعرض يقام بمدينة شهدت ميلاد "وجوه بارزة في الثقافة الإفريقية والعالمية، والذين حملوا بموهبة كبيرة رسالة التلاقح والحوار بين الثقافات الذي تبقى رهاناته حاضرة أكثر من أي وقت مضى". وسجل أن المغرب وكوت ديفوار تجمعهما منذ عقود علاقات يطبعها التضامن والتفاهم والاحترام المتبادل، مشيرا إلى أن هذه العلاقات التاريخية مكنت البلدين من تعاون متين في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وترسيخ شراكة تقوم على التطابق في وجهات النظر بخصوص القضايا الإفريقية والدولية الكبرى. كما أعرب الوزير عن ارتياحه لكون المغرب وكوت ديفوار اتفقا على جعل الثقافة في صلب علاقاتهما المتميزة، وتعزيز أسس الحوار والاحترام المتبادل والتبادل المثمر خدمة لتنمية وتقدم الشعبين والبلدين. وأضاف أنه انطلاقا من هذه الصداقة وهذا التضامن اللذين يجمعانهما، اتفق المغرب وكوت ديفوار، على أعلى مستوى، ومن خلال انخراط جلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن وترا، على تعميق وتوسيع تعاونهما، على أسس متجددة لرفع التحديات الجديدة وتحويل إطار الشراكة إلى فرص حقيقية للتبادل والنمو والتقدم بالنسبة للبلدين. وأوضح أن مشاركة المغرب في هذه الدورة تجسد مظهرا من مظاهر تعزيز الروابط الوثيقة بين البلدين وتشكل فرصة لاكتشاف بعض جوانب الثقافة المغربية في تنوعها وأيضا الدينامية التي تشهدها الساحة الثقافية الوطنية، مضيفا أن هذه المشاركة ستكون أيضا مناسبة للتعرف أكثر على الثقافة الإيفوارية وإبداعها. وسجل أنه بالموازاة مع تقديم مجموعات من المؤلفات التي أصدرتها نحو 15 دار نشر تعكس مختلف جوانب الإبداع الأدبي المغربي، يقترح المغرب برنامجا ثقافيا متنوعا يضم محاضرات ونقاشات ولقاءات تمنح فرصة مناقشة رهانات تطوير الثقافة عموما وجانب النشر بوجه خاص. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رئيس جمعية مهنيي الكتاب بالمغرب عبد القادر رتناني أن مشاركة المغرب في هذه الدورة تروم تمكين الناشرين الإيفواريين من الاستفادة من الخبرة المغربية في مجال النشر. وأضاف "سنعمل على إعداد استراتيجية للنشر المشترك مع زملائنا الإيفواريين لتعزيز التعاون جنوب-جنوب"، مشيرا إلى أن الرواق المغربي، الذي حظي بزيارة وزيري الثقافة المغربي والإيفواري ووزيرة التربية الوطنية الإيفوارية كانديا كامارا، عرف مع انطلاقة الدورة إقبالا كبيرا، ليخلص إلى أن "عددا من الإيفواريين الذين زاروا الرواق المغربي مع افتتاحه طلبوا مؤلفات لكتاب مغاربة يعرفونهم وهو ما يعتبر مصدر فخر لنا".