مازال الباعة المتجولون وأصحاب "الفرّاشات" يحتلون الأرصفة والواجهات التجارية لقيسارية درب السلطان، أحد أهم المراكز التجارية بالدارالبيضاء، الشيء الذي يثير باستمرار حفيظة أصحاب المحلات التجارية الذين يمارسون تجارتهم بشكل قانوني ويؤدون عنها ضرائب للدولة. "فراشة" يعرضون بضاعتهم على الرصيف عبد الجواد الشافعي، رئيس جمعية الوحدة للتجار المهنيين بقيسارية درب السلطان، أكد، في اتصال مع "المغربية"، أنه "رغم الوقفات الاحتجاجية التي نفذها تجار القيسارية خلال الأشهر الأخيرة ضد الباعة المتجولين، إلا أن الوعود التي تلقوها من السلطات المحلية للحد من هؤلاء لم تنفذ بعد، بل إن عددهم في ارتفاع مستمر". يتضايق سكان وتجار منطقة درب السلطان، بالعاصمة الاقتصادية، من الباعة المتجولين، الذين باتوا يحتلون الأرصفة وأبواب المحلات التجارية، التي بات أصحابها يتضايقون منهم، كما يزعجون مرتادي شارع محمد السادس، "طريق مديونة سابقا"، الذي أصبح مكسوا بالبضائع المعروضة للبيع، ولم يبق منه إلا مساحة ضيقة جدا للمرور، سيما يومي الأربعاء والسبت، اللذين يعتبران يومي تسوق بامتياز بالنسبة لأحد أشهر مركز تجاري بالعاصمة الاقتصادية. وأفاد عبد الجواد الشافعي، رئيس جمعية الوحدة للتجار والمهنيين بقسارية درب السلطان، أن "الظاهرة استفحلت بشكل كبير، رغم الوقفات الاحتجاجية التي نفذها التجار خلال الأشهر الأخيرة، للحد من الباعة المتجولين، الذين استباحوا الأرصفة وواجهات المحلات التجارية، إلا أن الظاهرة مازالت مستفحلة، ولم يطرأ عليها أدنى تغيير". وأشار إلى أن السلطات تقوم من حين لآخر بطرد هؤلاء الباعة، وبإخلاء الأرصفة، التي توجد أمام الواجهات التجارية التي يحتلها الباعة، الذين يضيقون عليها الخناق، لكن سرعان ما يعودون لممارسة تجارتهم بشكل عادي"، يبرز عبد الجواد الشافعي، على أن "أصحاب الفرّاشات يعلنون منافسة شرسة على تجار قيسارية درب السلطان، الذين يؤدون جميع الواجبات القانونية، ويقفون حجرة عثرة أمام أرزاقهم"، مؤكدا على أنه "بإمكان السلطات المحلية إيجاد حل جذري لظاهرة الباعة المتجولين الذين يجتاحون يوميا هذا المركز التجاري، الذي يزداد عدد تجاره غير المهيكلين كلما شهدت أحياء مجاورة حملات على تجار من النوع نفسه. يقول العلوي، تاجر في عقده الخامس، من قيسارية درب السلطان، في تصريح ل"المغربية"، إن "تجار منطقة درب السلطان يعانون منذ 30 سنة، من مشاكل الباعة المتجولين، الذين تكاثر عددهم في السنوات الأخيرة". أحمد (26 سنة)، بائع متجول، قال ل"المغربية"، إنه يمارس تجارته يوميا في قيسارية درب السلطان، وأصبح له مكان معروف في الرصيف، موضحا أنه يؤدي 50 درهما ثمن المكان الذي يعرض فيه بضاعة لبائع كان يحتله من قبله، وأن أغلب أصحاب الفرّاشات يؤدون الثمن نفسه أو أكثر، لضمان مكان قار فوق الرصيف لعرض بضاعته. وكانت دراسة أنجزتها المديرية الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط بينت أن عدد الباعة المتجولين على صعيد جهة الدارالبيضاء يبلغ 128 ألف شخص، يتمركز 13 ألفا منهم بعمالة الفداء مرس السلطان، وخصوصا بالشوارع والأزقة المحيطة بقيسارية الحفاري.