قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، إن المغرب نموذج ينبغي أن تحتذي به عدة دول بالمنطقة، وذلك بفضل "الإصلاحات المتدرجة" التي بادر إليها في مجالات مختلفة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. أوضح مارغايو، في كلمة مساء أمس الأربعاء بمدريد خلال تقديم كتاب "الحماية الإسبانية في المغرب: تاريخ متسام"، أنه "في الوقت الذي اختارت فيه دول مسار الثورة (...) وما لها من نتائج غير مؤكدة، تبنت دول أخرى مثل المغرب إصلاحات تدريجية في مختلف المجالات" بهدف تعزيز المسلسل الديمقراطي. وأضاف رئيس الدبلوماسية الإسبانية، في السياق ذاته، أنه "يتعين أن يكون هذا البلد العظيم، الذي هو المغرب، نموذجا يحتذى به من قبل عدد من دول منطقته"، التي تتميز بالتوترات والنزاعات السياسية. ووصف مارغايو، لدى توقفه عند العلاقات المغربية الإسبانية، أواصر التعاون بين البلدين ب"الوثيقة للغاية"، مشيرا إلى أن هذه العلاقات تعززت في السنوات الأخيرة من خلال الاتصالات المنتظمة بين حكومتي البلدين والاجتماعات الثنائية من مستوى عال التي تعقد بشكل دائم. وأردف الوزير الإسباني أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا بفضل هذه الدينامية النموذجية "أوثق من أي وقت مضى"، مذكرا، في هذا الصدد، بأن بلاده باتت الزبون التجاري الأول للمغرب السنة الماضية، وبتصدير أزيد من 20 ألف مقاولة إسبانية منتجاتها إلى المملكة. وبعد أن أشاد بدور زهاء 800 ألف مغربي المقيمين و"المندمجين بشكل جيد" بإسبانيا في تعزيز العلاقات الإنسانية بين الشعبين، أوضح مارغايو أن بلاده "ستظل دائما خير سفير للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي". وبخصوص كتاب "الحماية الإسبانية في المغرب: تاريخ متسام"، أشار الوزير الإسباني إلى أن هذا الإصدار يعكس تماما التعاون الوثيق بين المغاربة والإسبانيين خلال فترة من تاريخ البلدين تميزت "بكثير من الضوء"، وإلى أن شعبي البلدين يتقاسمان ماض مشترك وجب استغلاله في بناء مستقبل أفضل.