قال سليمان بنسودة، نائب رئيس الاتحاد العام لوكلاء التأمين، إن وكيل الأعمال يعيش ضغطا نفسيا في العلاقة التي تربطه بين بعض شركات التأمين. وأضاف بنسودة، في حوار مع "المغربية"، أن وكلاء التأمين يعانون مشاكل عديدة، أهمها تتعلق بالعمولة، التي لم تعد كافية لتسديد نفقات المكتب، مثل عمولة التأمين على السيارات المحددة في 12 في المائة، لكن بعد خصم الضرائب والنفقات تبقى فقط نسبة 7 في المائة. وأكد بنسودة أن أكبر مشكل يصادفه وكيل التأمين هو حصوله مثلا على شيك، ثم يفاجأ بعد ذلك أنه دون رصيد، وفي هذه الحالة تطالبه شركة التأمين بدفع المبلغ وتحمل المسؤولية. وقال "تربطنا علاقة متميزة مع شركات التأمين، ومن أجل تجاوز جميع المشاكل لابد من الحوار، وكلنا آذان صاغية، لأنه يجب أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة لما فيه خير الوكيل والشركات، والاقتصاد الوطني بصفة عامة والزبون". ما هي أبرز المشاكل التي يعانيها وكلاء التأمين في علاقتهم بشركات التأمين؟ - يعاني وكلاء التأمين مشاكل عديدة، لكن أهمها يتعلق بالعمولة، فهي لم تعد كافية لتسديد نفقات المكتب، فمثلا، عمولة التأمين على السيارات محددة في 12 في المائة، لكن بعد خصم الضرائب والنفقات، تبقى فقط نسبة 7 في المائة. وأكبر مشكل يصادفه وكيل التأمين هو حصوله، مثلا، على شيك، ثم يفاجأ بأنه دون رصيد، وفي هذه الحالة، تطالبه شركة التأمين بدفع المبلغ وتحمله المسؤولية، فتبدأ رحلة إخبار مصالح الشرطة والتنقل في المحاكم، ما يجعل الوكيل لا يتفرغ لعمله الأساسي، ويستنزف كل مجهوداته في البحث عن صيغة لاستخلاص قيمة الشيك. ورغم أن شركة التأمين تعطي للوكيل بوليصة التأمين كضمانة، إلا أنها، في حالة دخول شيك دون رصيد، أو عدم أداء الزبون للوكيل المستحقات، لا تتكفل الشركة بل تطالب الوكيل بجميع المستحقات. ثم إن العمولة التي يتقاضاها وكيل التأمين لم تتغير منذ أزيد من عشرين سنة، أي أن شركات التأمين لم تتحرك من أجل الرفع من قيمتها، رغم ارتفاع مستوى المعيشة وتزايد المصاريف والنفقات. هل من سبيل لإعادة الثقة بين وكيل التأمين وشركة التأمين؟ - تربطنا علاقة متميزة مع شركات التأمين، ومن أجل تجاوز جميع المشاكل، لابد من الحوار، وكلنا آذان صاغية، لأنه يجب أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة لما فيه خير الوكيل والشركات، والاقتصاد الوطني بصفة عامة، والزبون. كيف تلقيتم خبر انتحار وكيل أعمال تابع لإحدى شركات التأمين، أخيرا، بالدارالبيضاء؟ - تلقينا خبر انتحار زميل في مهنة التأمين بأسى وحزن كبيرين، لأنه كان بإمكان وكيل الأعمال المنتحر ألا يفكر في وضع حد لحياته، لو أعطيت له مهلة من طرف الشركة الأم لدفع الدين بالتقسيط، وكما هو معروف في المجتمع المغربي، فإن الكل في إطار المعاملات المالية يتعامل بالتقسيط. في نظرك، ما هي الأسباب التي جعلت زميلكم في المهنة يفكر في الانتحار؟ - ربما وجد صعوبة في الأداء، وتراكمت عليه الديون فلم يجد سبيلا غير الاهتداء إلى فكرة الانتحار، ووكيل التأمين بصفة عامة يعيش ضغطا نفسيا في العلاقة التي تربطه بين بعض شركات التأمين، وأكبر ضغط يعانيه وكيل أعمال، هو ما عشناه أخيرا، حين وضع وكيل شركة تأمين بالصخيرات حدا لحياته، برمي نفسه من الطابق السادس لشركة التأمين التابع لها بالدارالبيضاء. فبما أن علاقة الشراكة التي تربط بين شركة التأمين ووكيل الأعمال تتطلب العمل بمعادلة الحقوق والواجبات، فإن كل طرف في العلاقة يجب أن يتحلى بالصبر تجاه الطرف الثاني، وبالتعبير الدارج "يصبر علي ونصبر عليه". ولا يمكن أن نعرف الأسباب الحقيقية للانتحار مادام التحقيق مازال جاريا، لكن يبقى أنه لو وصل الوكيل إلى نتيجة لما لجأ إلى الانتحار. ما الجديد، بعد حادث انتحار وكيل الأعمال المذكور؟ كان من المقرر أن تنظم وقفة في حين، لكن تلقينا دعوة من طرف الجامعة المغربية لشركات التأمين وإعادة التأمين من أجل عقد جلسة ومناقشة جميع المشاكل التي تهم وكلاء الأعمال، وهذا الأمر يعد سابقة، لأنه لم يسبق أن وجهت لنا دعوة من طرف الجامعة المغربية لشركات التأمين. وقرر الاتحاد العام لوكلاء التأمين عقد ندوة صحفية مباشرة بعد حادث الانتحار لمناقشة المشاكل بشكل مستفيض، والوصول إلى نتائج من أجل الحفاظ على العلاقة التي تربط وكلاء الأعمال وشركات التأمين، وتفادي جميع المشاكل، حتى يجتاز الوكيل مرحلة الضيق والأزمات. كيف يمكن الالتحاق بمهنة وكيل التأمين؟ - مزاولة المهنة تتطلب أن يكون وكيل الأعمال حاصلا على شهادة الباكلوريا زائد أربع سنوات، شريطة أن يكون حاصلا على شهادة من مؤسسة عمومية، وله إلمام واسع بالقطاع الاجتماعي والاقتصادي والمالي. ومن بين اختصاصات وكيل التأمين، إعطاء نصيحة للزبون، لهذا يجب أن يكون ملما بالجانب الاجتماعي، كأن يعرف طبيعة المحل المؤمن عليه والمخاطر. ووكيل التأمين تابع لشركة التأمين، يبرم عقود التأمين مع الأفراد الراغبين في شراء بوالص تأمين.