أعادت عناصر الشرطة بالفقيه بن صالح، السبت الماضي، تشخيص وقائع مقتل المسمى قيد حياته محمد "ص"، من مواليد 1965 بمنزله الكائن بزنقة بين الويدان وسط مدينة الفقيه بن صالح. تمكنت عناصر الشرطة القضائية، الجمعة الماضي، من إيقاف المتهم عبد الرزاق "ح"، الملقب ب"السباعي"، من مواليد 1990 بمدينة المحمدية، الذي يعمل بها ماسحا للأحذية، وكان يعيش حياة التشرد بسبب وضعية التفكك الأسري التي عانى منها منذ صباه بمدينة سطات. وجرت عملية إيقاف المتهم الذي اقترف جريمته منتصف يونيو الماضي، بتنسيق مع عناصر المصلحة الإقليمية للأمن بالمحمدية، ومصلحة الشرطة القضائية بالفقيه بن صالح، ليجري وضع المشتبه به تحت تدابير الحراسة النظرية، والاستماع إليه في محضر قانوني، اعترف فيه بتفاصيل واقعة مقتل الضحية، قبل إعادة تمثيل وقائع القضية وسط حضور عناصر الشرطة، وجمهور غفير من المواطنين. وكان المشتبه به حل بمدينة الفقيه بن صالح يومين فقط على الواقعة، إذ شرع في العمل ماسحا للأحذية حيث تعرف على الضحية وسط المدينة كزبون أولا، قبل أن يلتحق للعمل عنده بإحدى قاعات الألعاب، ثم للإقامة بمنزله حيث يعيش منفردا، وليلة الحادث وحوالي منتصف النهار، وقع خلاف حاد بين الطرفين انتهى بعراك تمكن خلاله المشتبه به من توجيه ضربة قوية للضحية بواسطة كأس زجاجي على مستوى الرأس، أسقطته مغمى عليه، قبل أن يعمد إلى تكبيل قدميه والاستيلاء على هاتفه المحمول، ثم الفرار باتجاه مدينة البروج، حيث باع الهاتف المسروق لنادل مقهى، ثم اختفى عن الأنظار. ولجأ المتهم إلى حياة التشرد كسبيل للعيش، متنقلا بين عدة مناطق بكل من البروج وقلعة السراغنة وسطات وقرية أولاد سعيد، قبل أن يسقط بين أيدي عناصر الشرطة القضائية لمدينة الفقيه بن صالح، بعد عملية بحث وملاحقة استمرت حوالي أربعة أشهر، اعتمدت فيها عناصر الأمن على معطيات الشرطة العلمية والتتبع عبر الأقمار الاصطناعية لهاتف الضحية المسروق أولا، ثم إلى معطيات التنسيق الأمني مع مصالح المدن والمناطق الأمنية، بعدما فطنت مصلحة الشرطة القضائية بالفقيه بن صالح إلى إمكانية لجوء القاتل الهارب إلى مدينة أخرى قصد التواري عن الأنظار. ومن المنتظر أن تحيل مصلحة الشرطة القضائية بالفقيه بن صالح المتهم المذكور بعد انقضاء مدة الحراسة النظرية واستكمال التحقيق التفصيلي على أنظار النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف ببني ملال، من أجل تهمة الضرب والجرح المفضي إلى الموت، المقرون بجنحة الفرار والسرقة. يذكر أن الضحية عثر عليه من طرف أقاربه وجيرانه بتاريخ 26 يونيو الماضي، جثة هامدة في حالة تعفن متقدمة بعد عشرة أيام من انقطاع أخباره، كما تعذر الاتصال به عبر هاتفه المحمول الذي تعرض للسرقة من قبل المتهم.