يحتفل الشعب المغربي، يوم الأربعاء 16 أكتوبر، بفخر واعتزاز بالذكرى الثامنة والثلاثين لإعلان جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة. وتعتبر هذه الذكرى، التي بصمت تاريخ المغرب الحديث، مناسبة لاستحضار حقبة من تاريخ المغرب الحديث ذات دلالات عميقة، تؤرخ لصفحات مشرقة من نضال الشعب المغربي من أجل الوحدة الوطنية. ففث يوم 16 أكتوبر 1975، أعلن المغفور له الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء، التي مكنت الشعب المغربي من استرجاع أقاليمه الجنوبية، بعد تأكيد محكمة العدل الدولية بلاهاي، في رأيها الاستشاري، أن الصحراء لم تكن يوم "أرضا خلاء" وأنه كانت هناك روابط قانونية وأواصر بيعة بين سلاطين المغرب وبين الصحراء. وبعد صور حكم محكمة العدل الدولية بلاهاي، الذي يكرس شرعية مطالب المغرب لاسترجاع أراضيه المغتصبة، قرر المغفور له الملك الحسن الثانين في اليوم نفسه، تنطيم مسيرة خضراء بمشاركة 350 ألف مغربي ومغربية. هكذا أعلن جلالة الملك المغفور له الملك الحسن الثاني، في خطاب موجه للأمة، عن تنظيم هذه المسيرة، حيث قال "بقي لنا أن نتوجه إلى أرضنا، الصحراء فتحت لنا أبوابها قانونيا، اعترف العالم بأسره بأن الصحراء كانت لنا منذ قديم الزمن، واعترف العالم لها، أيضا، بأنه كانت بيننا وبين الصحراء روابط وتلك الروابط لم تقطع تلقائيا، وإنما قطعها الاستعمار (...( لم يبق شعبي العزيز إلا شيء واحد، إننا علينا أن نقوم بمسيرة خضراءمن شمال المغرب إلى جنوبه، ومن شرق المغرب إلى غربه ". وجسدت المسيرة الخضراء، التي انطلقت في السادس من نونبر عام 1975، مدى عمق تشبث المغاربة، بكل فئاتهم وشرائحهم بمغربية الصحراء وبالعرش العلوي المجيد، حيث سار، تلبية لنداء جلالة المغفور له الحسن الثاني، 350 ألف مغربي ومغربية، بنظام وانتظام في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية، لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني.