شكلت الندوة التي احتضنها مركز الثقافات بجامعة جورج تاون، أول أمس الثلاثاء، مناسبة لتسليط الضوء على الدور القيادي والتزام أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل تعزيز الإسلام الأصيل، الذي يرتكز على قيم الاعتدال والتسامح. وأبرز جامعيون أمريكيون، خلال هذا اللقاء الذي نظمه مركز الدراسات العربية المعاصرة حول موضوع "الإرث الثقافي والديني بالمغرب"، الجهود التي ما فتئ يبذلها جلالة الملك لنشر قيم الإسلام "الشاملة والمتوازنة"، التي تعزز الحق في الاختلاف في علاقته وتفاعله مع الثقافات والحضارات الأخرى. وقال كينيث هونيركامب، أستاذ بجامعة جورجيا، إن "روح التسامح، التي تعد الطابع المميز للمغرب، متجذرة في التراث العميق للمملكة، وأن قيمه الأصيلة هي ذاتها مدعومة بروح الانفتاح"، مبرزا أن الدروس الدينية التي تلقى بين يدي أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، كل شهر رمضان، تندرج في إطار هذه الروح التي تشكل جسرا للحوار والتبادل مع الآخر. وأشار إلى أن "هذه الدروس الدينية يشارك فيها علماء وعالمات دين من مختلف بقاع العالم الإسلامي تعالج العديد من القضايا الراهنة، من خلال استلهام روح القرآن الكريم وأحاديث النبي الكريم". كما أشاد هونيركامب بالإصلاحات التي شهدها الحقل الديني بالمغرب تحت قيادة جلالة الملك، لاسيما برنامج تأهيل الأئمة الشباب والمرشدات الذي أطلق سنة 2005. من جانبه، أبرز القس مايكل كالابريا، من جامعة جورج تاون، خصوصية النموذج المغربي في مجال التسامح والتعايش الديني في منطقة تسودها الاضطرابات والشكوك وأجواء عدم اليقين . وقال إن المغرب يعد بحق نموذجا يحتذى، قادر على إعطاء دفعة جديدة للحوار بين الأديان في باقي مناطق العالم، مشيرا إلى أن القيم الثقافية والدينية للمملكة تتيح "فرصة كبيرة للتوافق والتفاهم." من جهة أخرى، دعا المشاركون في هذه الندوة إلى تكثيف برامج التبادل الثقافي بين الجامعات الأمريكية والمغربية لتقاسم التجارب والخبرات في جميع التخصصات الأكاديمية.