انطلقت، أول أمس الأربعاء، بملعب السلام بمدينة إفران، منافسات الدورة الثامنة للألعاب الوطنية لفائدة الرياضيين في وضعية إعاقة ذهنية، التي ينظمها الأولمبياد الخاص المغربي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 29 شتنبر الجاري. (ماب) وتميز حفل افتتاح هذه البطولة، الذي ترأسته الشريفة للا سمية الوزاني، رئيسة الأولمبياد الخاص المغربي، بحضور محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، وبسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، وأحمد الموساوي، والي جهة مكناس تافيلالت، وجلول صمصم، عامل إقليمإفران، وسعيد اشباعتو، رئيس جهة مكناس تافيلالت، وأيمن عبد الوهاب، الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص، وفاطمة حصار، الرئيسة المنتدبة للأولمبياد الخاص المغربي، وعدة شخصيات مدنية وعسكرية. وتضمن برنامج حفل افتتاح هذه الدورة، التي تعتبر امتدادا للتظاهرات التي نظمتها المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، مؤسسة الأولمبياد الخاص المغربي، والمقامة تحت شعار "رياضة، تضامن، إدماج"، استعراض وفود أطفال الجمعيات والمراكز الطبية البيداغوجية بمختلف جهات المملكة وأداء النشيد الوطني وقسم الأولمبياد الخاص "دعني أفوز، فإن لم أستطع، دعني أكون شجاعا في المحاولة"، وتقديم شريط خاص عن البطولة إلى جانب عروض فلكلورية راقصة. وفي كلمة بالمناسبة، أعلنت فاطمة حصار، الرئيسة المنتدبة للأولمبياد الخاص المغربي، عن انطلاق فعاليات الدورة الثامنة وقالت "إن هذه الدورة دأبت على تنظيمها بمدينة إفران مؤسسة الأولمبياد الخاص المغربي المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة". وأعرب محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، في تصريح لوسائل الإعلام، عن ثقته في تميز هذه الدورة بالمقارنة مع سابقاتها، خاصة مع حضور هذا الكم الهائل من أبطال الأولمبياد الخاص المغربي. وأضاف أنه بالموازاة مع التوجه الجديد للوزارة الذي ينبني على العمل القاعدي، فإن هذه الأخيرة عاينت مجموعة من شباب الأولمبياد الخاص الذين سيتم الاعتماد عليهم في أفق توسيع قاعدة الممارسين وفي اتجاه تحقيق نتائج في هذا الصنف الرياضي وفي هذا التخصص بالذات، لما يحمله من معاني نبيلة. ومن جهته، أكد صلاح الدين السمار، المدير الوطني للأولمبياد الخاص المغربي، على أن الدورة الثامنة تتميز بكونها امتدادا للدورات السبع الماضية التي أبدعتها المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، وكذا إضافة بعض المستجدات، من بينها على الخصوص، اعتماد رياضتي الدراجات والهوكي الأرضي، اللذين لم يسبق لهما أن أدرجا في الدورات السابقة، إلى جانب مشاركة وفد من برنامج الأولمبياد الخاص الأردني الذي سيشارك بدوره في منافسات هذه الدورة. وأضاف أنه إلى جانب كون هذه الدورة ستشكل فرصة لتبادل التجارب والخبرات في الميادين الاجتماعية والتربوية والرياضية لفائدة المشاركين، فإنها ستعرف مجموعة من الأنشطة الموازية حول التتبع الطبي لجميع الرياضيين بدون استثناء، حيث ستجرى لهم فحوصات طبية في خمسة اختصاصات هي العيون والأسنان والحنجرة والأنف والقدم والتغذية الصحية، إلى جانب تنظيم برنامج خاص بالعائلات والأسر نظرا للدور المهم المنوط بها في إدماج هذه الشريحة من المواطنين، من خلال عقد مجموعة من الندوات والمحاضرات سيؤطرها عدد من المختصين من المغرب ومصر والأردن، إضافة إلى إقامة أنشطة ترفيهية وفنية تروم التحسيس، وتعميم ثقافة حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية، بتعاون مع لجنة العائلات والبرنامج الصحي. ونوه أيمن عبد الوهاب، الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص، من جانبه، بالانطلاقة الناجحة لفعاليات هذه البطولة التي تعتبر امتدادا واستمرارا للعمل الجدي والجاد الذي ميز الدورات السابقة تحت إشراف الراحلة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة التي أبدعت وأسست هذا البرنامج سنة 1995. وأكد أن العدد المهم من المشاركين في دورة هذه السنة، والذي بلغ 1600 لاعب ولاعبة يعتبر جهدا كبيرا يستحق الثناء لأنه ليس من السهل تجميع كل هذا العدد الذي لن تجده إلا في دورات الألعاب الإقليمية. وأشار إلى أن هذا النجاح ليس وليد الصدفة وإنما ثمرة الدعم والرعاية السامية الموصولة التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه الفئة من المواطنين، وكذا إلى الدور المهم، الذي تقوم به الشريفة للا سمية الوزاني على رأس الأولمبياد الخاص المغربي، والذي يعتبر استمرارا لمسيرة المرحومة والدتها، وهو الشيء الذي جعل وسيجعل من المغرب رائدا في هذا المجال. وأوضح، بخصوص برنامج الأولمبياد الخاص للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن هذا البرنامج يتضمن عقد اجتماع المؤتمر الاستراتيجي بمدينة جدة السعودية شهر أبريل 2014، وسيخصص لوضع خطة استراتيجية للمنطقة للسنوات الخمس القادمة، وكذا تنظيم الألعاب الإقليمية الثامنة في شهر نونبر من السنة القادمة بسلطنة عمان، إضافة إلى محاولة البحث خلال الشهرين القادمين عن مكان لإقامة بطولة العالم للأولمبياد الخاص في كرة القدم، والتي كانت مقررة بالبرازيل. يذكر أن هذه البطولة تعرف مشاركة أزيد من 1600 لاعب ولاعبة ومؤطر يمثلون 60 جمعية ومؤسسة طبية بيداغوجية بمختلف جهات المملكة سيتنافسون في 15 صنفا رياضيا، طبقا للوائح الأولمبياد الخاص الدولي. وتعد الألعاب الوطنية المغربية الأكبر وطنيا على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والتي استمرت على مدى 14 عاما، حيث تقام تلك الألعاب كل عامين. وتقام على هامش هذه الألعاب، التي تشكل فرصة للمشاركين لتبادل التجارب والخبرات في الميادين الاجتماعية والتربوية والرياضية، إلى جانب المساهمة في نشر مبادئ وقيم الأولمبياد الخاص، مجموعة من الأنشطة الموازية. كما ستتميز هذه الألعاب بإنجاز مشاريع على الصعيد الإقليمي للتعاون في مختلف المجالات المتعلقة بالإدماج الاجتماعي للاعبي الأولمبياد الخاص. ويعتبر الأولمبياد الخاص المغربي، الذي جرى تأسيسه كبرنامج يطبق قواعد الأولمبياد الخاص الدولي عام 1994 من قبل المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة ويمارس دوره في تنمية القدرات الرياضية للمعاقين ذهنيا على مدار العام، واحدا من أنجح وأنشط البرامج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتبلغ عدد الرياضات التي يقدمها الأولمبياد الخاص المغربي 18 وهي: كرة القدم والسباحة والكرة اللينة وألعاب القوى والفروسية وتنس الطاولة وكرة السلة وهوكي أرضي والدراجات وكرة الريشة الطائرة والبوتشي وكرة اليد وتنس أرضي والكرة الطائرة ورفع الأثقال والبولينغ والجمباز والجري على الجليد والأنشطة الحركية.(و م ع)