عبر الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني، أول أمس الثلاثاء، عن رغبتهما في إعطاء فرصة للدبلوماسية في الملف النووي، لكن اللقاء المنتظر بينهما لم يحصل ما يدل على الارتياب الذي ما يزال قائما بين الطرفين. روحاني التقى الرئيس الفرنسي هولاند على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ ف ب) من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة قال أوباما إن روحاني الذي انتخب رئيسا لإيران قبل فترة قصيرة تلقى "تفويضا لسلوك طريق أكثر اعتدالا" من سلوك سلفه محمود أحمدي نجاد الذي عرف بمواقفه المتشددة جدا. وتابع الرئيس الأمريكي "قد يبدو من الصعب جدا تجاوز العقبات إلا أنني مقتنع بأنه لا بد من تجربة الطريق الدبلوماسية". وتابع الرئيس الأمريكي "لا أعتقد أنه سيكون بالإمكان تجاوز هذه المسألة الصعبة بين ليلة وضحاها، فالشكوك عميقة جدا. إلا أنني متأكد أننا في حال تمكنا من حل مسألة البرنامج النووي الإيراني، فإن ذلك يمكن أن يفتح الباب أمام علاقة مختلفة قائمة على المصالح والاحترام المتبادل". وبعد ساعات ومن على المنصة نفسها تطرق روحاني أيضا الذي ألقى أول خطاب له على الساحة الدولية منذ انتخابه رئيسا لإيران في 14 يونيو إلى تطور محتمل في العلاقات بين البلدين. وقال "إذا تجنبت (الولاياتالمتحدة) تلبية المصالح القصيرة المدى لمجموعات الضغط المؤيدة للحرب، يمكننا أن نجد إطارا نعالج فيه خلافاتنا". وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية في إيران ستتحرك في شكل مسؤول في ما يتعلق بالأمن الإقليمي والدولي"، منددا بقوة بالعقوبات المفروضة على بلاده. وأصدر مجلس الأمن الدولي ستة قرارات أرفقت أربعة منها بعقوبات لإجبار طهران على تعليق بعض أنشطتها النووية على خلفية اشتباه الدول الغربية بسعي طهران إلى حيازة سلاح نووي تحت ستار برنامج مدني وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية. وتم تشديد هذه العقوبات عبر حظر مالي ونفطي فرضته الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. من جهته، ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بخطاب الرئيس الإيراني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة معتبرا أنه "مراوغ ومليء بالخبث". وقال نتانياهو في بيان أصدره مكتبه ليل الثلاثاء الأربعاء الماضيين في القدسالمحتلة "كما كان متوقعا، كان خطاب روحاني مراوغا ومليئا بالخبث". وتابع "إن روحاني تحدث عن حقوق الإنسان في وقت تشارك القوات الإيرانية على نطاق واسع في قتل مدنيين أبرياء في سوريا". وقال إن الرئيس الإيراني "تحدث عن برنامج نووي لأهداف سلمية في حين أن هذا البرنامج وبحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية له طابع عسكري". وتابع نتانياهو، الذي سيلقي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل "إن أي شخص منطقي يفهم أن إيران، إحدى الدول الغنية بالنفط، لا تستثمر رساميل في الصواريخ البالستية وفي منشآت نووية تحت الأرض لإنتاج الكهرباء". وفيما كانت التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين من الولاياتالمتحدةوإيران توحي بأن لقاء سيعقد بين أوباما وروحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، سرت شائعات، أول أمس الثلاثاء، عن احتمال حصول مصافحة تاريخية بينهما. لكن هذه الآمال خابت، وقال مسؤول في البيت الأبيض رافضا كشف هويته "قلنا علنا، وأيضا في الكواليس للإيرانيين إننا منفتحون على فكرة مشاورات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشاورات غير رسمية لا لقاء ثنائيا. وتبين أن هذا الأمر بالغ التعقيد حاليا بالنسبة إلى الإيرانيين". من جهته، أعلن روحاني أنه لم يجتمع بنظيره الأمريكي لأن الوقت "لم يكن كافيا" لتحضير هذا اللقاء. وقال روحاني في مقابلة مع محطة التلفزيون الأمريكية "سي إن إن"، "أعتقد أنه لم يكن لدينا الوقت الكافي لتنسيق اللقاء فعلا". وفي المقابل التقى الرئيس الإيراني، أول أمس الثلاثاء، بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في أول لقاء على هذا المستوى بين البلدين منذ 2005. من جهته، طالب الرئيس الفرنسي إيران ب"أفعال ملموسة" بشأن ملفها النووي، معربا عن الأمل بقيام حوار "مباشر وصريح" مع طهران، وذلك قبل أن يلتقي روحاني. واستمر هذا الاجتماع أربعين دقيقة. وتحدث هولاند في ختامه عن "لقاء أول يستدعي لقاءات أخرى" فيما أمل روحاني ب"مستقبل أفضل" للعلاقة بين البلدين. وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر موقع تويتر، أول أمس الثلاثاء، "لدينا فرصة تاريخية لتسوية المسألة النووية"، ولكن على محاوري إيران "أن يصححوا موقفهم لينسجم أكثر مع المقاربة الإيرانيةالجديدة". وفيما كان أوباما يلقي كلمته، تجمع ما بين ألف و1500 شخص وخصوصا أعضاء في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة أمام مقر الأممالمتحدة احتجاجا على إجراء مفاوضات محتملة بين واشنطنوإيران، وكتب على لافتات رفعها هؤلاء "روحاني معتدل قاتل".