وقع مجلس مدينة الدارالبيضاء ومديرية الصحة وجمعية محاربة السيدا، صباح اليوم الخميس، على ميثاق للعمل يهدف إلى جعل "مدينة الدار البيضاء بدون سيدا"، في لقاء حمل شعار "الولوج إلى الوقاية والعلاج حق من حقوق الانسان"، بمناسبة تخليد اليوم العالمي لمحاربة السيدا 2017. وينبثق الميثاق من "إعلان باريس 2014" لبلوغ هدف "مدن بدون سيدا"، وهو ما سيجعل من العاصمة الاقتصادية مدينة تلتحق بعدد من المدن والعواصم العالمية، التي وصلت إلى حدود الآن، أزيد من 200 مدينة عبر العالم، في إطار برنامج أطلقته وكالة الأممالمتحدة الخاصة بالسيدا "أونو- سيدا" لبلوغ أهداف 90/90/90 بحلول 2020. وتبعا لذلك، يراهن المغرب على هذه الاتفاقية لجعل مدينة الدارالبيضاء، أول المدن المغربية التي تلتحق بالمدن العالمية التي ستقضي على داء السيدا بحلول سنة 2030. ويأتي اختيار مدينة الدار البيضاء لرفع هذا التحدي العالمي، لعدة عوامل، أبرزها أن عدد الإصابات بداء السيدا في الدارالبيضاء، تشكل 15 في المائة من مجموع الإصابات على الصعيد الوطني، كما تسجل 4 آلاف و400 متعايش مع الفيروس، أي بمعدل 64 في المائة، مقارنة بالمعدل الوطني المحدد في 60 في المائة، وفقا لما أكده البروفيسور عبد الرحمان المعروفي، مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة. وأضاف المعروفي أن 98 في المائة من المرضى بالداء على صعيد الدارالبيضاء، يخضعون للعلاج بواسطة الأدوية القهقرية، بينما المعدل على الصعيد الوطني محدد في 50 في المائة. من جهتها، أفادت الدكتورة نبيلة الرميلي، المديرة الجهوية للصحة بجهة الدارالبيضاء- سطات، أن المصالح الصحية على صعيد مدينة الدارالبيضاء، تستعد لإجراء اختبارات الكشف الطبي على 100 ألف شخص، خلال شهر دجنبر. وذكرت الرميلي أن التوقيع على الاتفاقية تلتزم بموجبه المندوبية الجهوية للصحة على جعل الداء ضمن أولويات اهتمامها، من خلال العمل على إنقاص عدد الحالات الجديدة المصابة بالداء، ومضاعفة مجهودات الوقاية والعلاج، حتى يصبح المرضى غير ناقلين للفيروس. كما تعهدت بتقديم الدعم النفسي للحالات المصابة، مع العمل على نشر مبدأ حترام المقاربة الحقوقية للمرضى، عبر مناهضة تمييز المصابين، من خلال جعل داء السيدا، أحد الأمراض المزمنة، التي ينبغي التعامل مع المصابين بها بشكل عادي، دون تمييز داخل المجتمع. وفي الصدد نفسه، تحدث عبد العزيز العماري، عمدة مدينة الدارالبيضاء، عن أن الاتفاقية سترمي إلى استهداف الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالداء، وضمنهم الأشخاص الذين يستهلكون المخدرات. ويقصد بالرقم 90 المقصود من هدف المنظمة الدولية، تمكن 90 في المائة من الأشخاص حاملي الفيروس من إجراء التحليل التشخيصي، وشروع 90 في المائة من الذين أجروا التحليل من تلقي العلاج بالأدوية الخاصة بفيروس السيدا، إلى جانب خلو مصل 90 في المائة، من الذين يأخذون الدواء، من الفيروس، وبالتالي تحولهم إلى أشخاص غير ناقلين للفيروس. وتحدث المهدي قرقوري، نائب رئيسة جمعية محاربة السيدا، عن أن الاتفاقية تعكس المرحلة الحاسمة التي يوجد فيها العالم بخصوص مكافحة الداء، سيما في ظل التطورات العلمية الهائلة التي جعلت من السيدا قابلا للعلاج، شريطة الاختبار المبكر، في إطار مخطط للقضاء على الداء بحلول عام 2030، كإحدى غايات أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها البلدان والتزمت بتحقيقها على الصعيدين الإقليمي والعالمي على حد سواء.