استنفرت مظاهر العنف بالوسط المدرسي، خصوصا اعتداء التلاميذ على الأساتذة، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وكذا السلطات الأمنية، قصد التصدي لهذه الظاهرة، واتخاذ إجراءات حازمة ورادعة ضد المعتدين. وأمام حوادث الاعتداء التي وقعت أخيرا داخل المؤسسات التعليمية، خصوصا تعرض أستاذ بإحدى المؤسسات التعليمية بورزازات للعنف من طرف تلميذ قاصر، وتوثيق الاعتداء بشريط فيديو، ونشره على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، تحركت مصالح الأمن بتنسيق مع النيابة العامة، قصد التحقيق في هذه الحوادث، واعتقال التلاميذ المتهمين، وتقديمهم إلى العدالة. فبسيدي بنور، أوقفت فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة سيدي بنور، أمس الثلاثاء، تلميذا للاشتباه في تورطه في قضية ضرب وجرح بواسطة السلاح الأبيض في حق مدير مؤسسة تعليمية. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن التلميذ يدرس بثانوية 30 يوليوز بسيدي بنور، واعتدى على مدير المؤسسة التعليمية بواسطة أداة حادة، عبارة عن مفك براغي، ما تسبب للضحية في جروح استوجبت مدة العجز 20 يوما، بسبب رفض التلميذ الامتثال لتوجيهات الإطار التربوي. وفي الرباط، أعلن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، أول أمس الثلاثاء، أنه، على إثر الاعتداء الذي تعرض له أحد الأساتذة بإحدى الثانويات بمدينة الرباط من طرف أحد التلاميذ، بادرت النيابة العامة إلى فتح بحث في الموضوع أفضى إلى إيقاف المشتبه به. وذكر بلاغ لوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، أنه جرى الاحتفاظ بالمشتبه به (18 سنة) رهن تدابير الحراسة النظرية لاستكمال البحث معه في انتظار تقديمه أمام هذه النيابة العامة. أما بخصوص حادث ورزازات، فأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات، أمس الثلاثاء، أن قاضي الأحداث بالمحكمة الابتدائية قرر إيداع التلميذ القاصر، الذي عرض أستاذ التعليم بإحدى المؤسسات التعليمية بالمدينة للعنف، بالجناح المخصص للأحداث بالسجن المحلي بورزازات من أجل جنحة "إهانة موظف عمومي أثناء قيامه بوظيفته وارتكاب العنف في حقه"، في انتظار محاكمته طبقا للقانون. من جهتها، فتحت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة المهدية التابعة لولاية أمن القنيطرة، صباح أول أمس الثلاثاء، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة المختصة، مع تلميذ يشتبه في تورطه في قضية تتعلق باستخدام العنف في حق أستاذ خلال مزاولته لمهامه. وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه حسب المعلومات أن التلميذ (15 سنة) يدرس بالثانوية التأهيلية "القصبة"، اعتدى جسديا على أستاذه بعدما تعذر عليه الإدلاء بما يبرر غيابه عن حصص الدراسة. وفي خضم تسارع حوادث الاعتداء على الأطر التربوية، وجهت وزارة التربية الوطنية مذكرة إلى مديري الأكاديميات والمديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية، تتضمن إجراءات وتدابير للتصدي للعنف بالوسط المدرسي، مؤكدة على ضرورة الرفع من مستوى فعالية التدابير المتخذة ميدانيا للتصدي لجميع حالات العنف المدرسي بما يلزم من حزم وسرعة ونجاعة. ودعت الوزارة إلى التبليغ الفوري من طرف الأطر التربوية والإدارية، والتلميذات والتلاميذ، لإدارة المؤسسة بكل سلوك منحرف بالوسط المدرسي، والعمل على اتخاذ الإجراءات الضرورية والفورية المناسبة لكل حالة، دون أي تهاون أو تردد أو تأخير. كما أكدت الوزارة على ضرورة الإبلاغ الفوري لمصالح الأمن والسلطات المحلية، بالنسبة للحالات التي تستدعي تدخل هاته الجهات، وتكثيف قنوات وآليات التنسيق مع هذه المصالح، حتى تصبح المؤسسات التعليمية حصنا منيعا على كل الاعتداءات التي تطالها، سواء من داخل المؤسسة أو من خارجها. وبخصوص التدابير التربوية، شددت الوزارة على تكثيف الحملات التوعوية والتحسيسية، كتدابير وقائية، وفق "مقاربة تشاركية يساهم فيها مختلف المتدخلين، وعقد لقاءات خاصة حول الموضوع مع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، وتشجيع الأنشطة الترفيهية والتربوية والرياضية في أوساط المتعلمات والمتعلمين وغيرها".