أكد المصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، اليوم الاثنين بفاس، أن المملكة اختارت وضع خطط استراتيجية تضمنت محاور تهم مناهضة التعذيب، سعيا منها لتعزيز حقوق الإنسان. وتابع الوزير في افتتاح الندوة الإقليمية ل"مبادرة اتفاقية مناهضة التعذيب"، أن من هذه المحاور الخطة الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان الجاري تحينها في أفق اعتمادها قبل نهاية السنة الحالية، والأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، وخطة العمل لمتابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن الآليات الأممية لحقوق الإنسان. وذكر خلال هذه الندوة التي تعقد على مدى يومين، حول موضوع "إقامة العدل وإنفاذ القانون.. في إطار التعاون الدولي وتبادل الخبرات"، أن المغرب استقبل 12 آلية للمراقبة الأممية في المجال الحقوقي زارت المملكة ما بين سنتي 2000 و2017. وأضاف أن من بين الآليات 12، هناك زيارة المقرر الخاص المعني بالتعذيب سنة 2012، واللجنة الفرعية لمنع التعذيب التي زارت المملكة أخيرا. وحسب الرميد، فإنه بعد مرور خمس سنوات على زيارة المقرر الخاص المعني بالتعذيب، شكل إجراء زيارة اللجنة الفرعية مناسبة للتأكيد على أن المغرب "ليس لديه ما يخفيه في موضوع التعذيب"، وأن المملكة "قطعت مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وحققت مكاسب مهمة في هذا المجال كرسها دستور 2011". واعتبر أنه في حالة ثبوت وجود خروقات تتعلق بحالات فردية تخص التعذيب أو سوء المعاملة، "فإنها تبقى حالات معزولة وليست ناتجة عن سياسة ممنهجة للدولة"، وأنها تعالج في إطار الضوابط القانونية وتخضع لمراقبة السلطة القضائية، ويترتب عن ثبوتها إقرار المسؤولية. و"مبادرة اتفاقية مناهضة التعذيب"، التي تعقد بفاس ندوة إقليمية بشأنها على مدى يومين (30 و31 أكتوبر)، مشروع عالمي يمتد لعشر سنوات تقوده منذ مارس 2014 حكومات الشيلي والدنمارك وغانا وإندونيسيا والمغرب، من أجل تعزيز التصديق العالمي لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. وتهدف المبادرة إلى تيسير المشورة التقنية والحوار والتعاون بين الدول لمساعدتها على تخطي العقبات المعيقة للتصديق على الاتفاقية الأممية لمناهضة التعذيب أو تنفيذها، وكذلك لتبادل الممارسات الإيجابية في المجال.