فاس: إدريس العادل ----أكد فوزي الصقلي، رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية، على أهمية الاهتمام بالتراث اللامادي والروحي، لأنه يجسد الحضارة الإسلامية بكل أبعادها الفكرية والفلسفية والدينية، معتبرا أنه "لا يمكن اختزالها في مواضيع جانبية، قد تسيء إلى هذه الحضارة". وقال رئيس المهرجان، خلال ندوة صحفية الثلاثاء بفاس، إن الدورة العاشرة ستنظم بين 14 و21 أكتوبر الجاري، وستتميز بالتنوع، سواء من حيث المشاركين الأكاديميين، أو من حيث الجانب الفني، والانفتاح أكثر على عدد من الحضارات، مضيفا أنه "لا يمكن إحياء هذه الحضارة إلا باستحضار كل المكونات المذكورة، من فن بمفهومه الواسع، وأدب بكل تلاوينه، وفلسفة بكل أبعادها، معتبرا التصوف القوام الحي والمتجدد للحضارة الإسلامية" وتحدثت عن تلون هذا التراث بتلوينات عدة، بدء بالتماهي مع بوابات ثقافية عن طريق الاحتكاك مع ثقافات روحية وديانات أخرى. واستعرض رئيس المهرجان البرنامج الكامل لهذه الدورة، التي تتزامن وإحياء الذكرى السنوية للمولى إدريس، مؤسس مدينة فاس، العاصمة الروحية للمملكة، وكذا المهرجان السنوي للمديح والسماع، الذي دأبت جماعة فاس على تنظيمه كل سنة. كما ذكر بالدورات السابقة، والمواضيع التي تناولتها الموائد المستديرة التي صاحبت تلك الدورات. وعن الأمكنة التي ستحتضن فعاليات الدورة العاشرة، أوضح الصقلي أن الاختيار وقع على أماكن تاريخية لها دلالاتها، وستقام الموائد المستديرة بالمدرسة البوعنانية، والحفلات الموسيقية بفضاء جنان السبيل، والحديقة الغناء التي تغنى بها الشعراء، في حلتها الجديدة. كما سيكون حفل الاختتام بالأصوات الكبرى لفن السماع بالمغرب بباب المكينة الشهير. كما ستعرف الدورة حفلات للطرق الصوفية، منها القادرية البودشيشية، والطريقة الوزانية الصقلية، والطريقة الريسونية، والطريقة الشرقاوية، والطريقة النقشبندية. وستعالج الندوات والمحاضرات الصوفية مواضيع أخرى، كفن للعيش، والتصوف والنموذج الأندلسي، والتصوف، والفن والشعر، والتصوف وحوار الأديان، والتصوف في الهند زمن المغول، وغيرها من المواضيع المرتبطة بالتصوف.