احتضنت مدينة أكادير، اليوم الاثنين، أشغال القمة العالمية الثانية للمناخ ، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وبدعم من وزارة الداخلية والطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، وهو حدث يهم الفاعلين الغير حكوميين المنعيين بالتغير المناخي. في هذا السياق، أكد إبراهيم الحافيظي، رئيس جهة سوس ماسة خلال افتتاح أشغال المؤتمر المنظم من طرف الجهة وجمعية "كليمات تشانس"، أنه لأول مرة تحتضن جهة حدثا ذو بعد إفريقي وعربي يضم فاعليين غير حكوميين، مشيرا إلى أن تنظيم هذا المؤتمر يؤكد استعداد الفاعلين غير الحكوميين في اعتماد المقاربة المناخية في البرامج التنموية. وكشف الحافيظي أن عدد المشاركين في المؤتمر بلغ 5 آلاف مشارك يمثلون 80 دولة ، تعاني من الآثار السلبية للتغيرات المناخية والتي تؤثر على اقتصاد الدول، مبرزا الدور الذي بات يلعبه المغرب في مجال الحد من الانبعاثات الغازية، وذلك من خلال اعتماده على العديد من المبادرات من قبيل المخطط الأخضر، والاستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة.
ومن جانب آخر، أوضح المصدر نفسه أن الخبراء يجمعون على أن القارة الإفريقية رغم انها لا تنتج سوى 4 في المائة من الانبعاثات الغازية إلا أنها تتأثر بفعل التغيرات المناخية (موجات الجفاف، الفيضانات، تدهور الغطاء النباتي)، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية في حاجة إلى المزيد من الدعم المالي والتقني من أجل رفع التحديات الآنية والمستقبلية وأشاد الحافيظي بحضور الوفد الإفريقي، الذي اعتبره حضورا متميزا وتعبيرا عن المشاركة في الأوراش بشكل مثمر ومحفز للتعاون شمال جنوب وجنوب جنوب، كما نوه بحضور الوفد الأمريكي غير الحكومي معتبرا أن هذه المبادرات تشكل دفعة قوية للتفاعل السياسي محليا وجهويا من اجل العطاء والاجتهاد في توطيد أواصر التعاون "رابح رابح". وأشار المتحدث ذاته إلى أن قمتي المناخ 22 و 23 تتطلب تعميق الرؤى من أجل مواجهة التحديات مخاطر الظواهر الطبيعية، مشيرا إلى أهمية الجهوية المتقدمة، وذلك باتماد جهة سوس ماسة برنامجا طموحا للجهوية من خلال وضع 25 مشروعا بقيمة 25 مليار درهم، وجعل المنطقة رائدة في مجال الطاقات المتجددة والطاقات النظيفة. ومن جهته بدأ رونان دانتيك، رئيس جمعية "كيلمات تشانس" كلمته من خلال الحديث عن الكوارث الطبيعية التي شهدتها عدة مناطق ودول قائلا "لا يمكن ان نفتتح هذه القمة دون التفكير في ضحايا هذه الكوارث التي ترجع إلى الاختلالان المناخية". وأفاد دانتيك أن تصاعد الغضب واليأس يمكن ان يشكل في السنوات المقبلة العديد من الإعصارات الأكثر تدميرا، لهذا يقول "يجب أن نخفف من الغازات الدفيئة".ودعا كل الفاعلين والمنظمات غير الحكومية والمواطنين إلى بلوغ هدف الاستقرار المناخي ومستوى أفضل للمجتمعات. ومن جهته نوه الوفد الأمريكي الذي حضر أشغال القمة الثانية للمناخ قائلا "هذا يعني أنهم يقولون بقوة نحن ملتزمون وماضون في الالتزام من أجل خفض الانبعاثات الغازية"، كما ركز على المبادرات الإفريقية في هذا المجال. وأما باتريسيا سبينوزا، الأمينة العامة لاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، فنوهت باشتغال المغرب المكثف في مجال التغيرات المناخية، والأولوية التي يعطيها لأجندة التغير المناخي. وقالت بصوت عال "واصلوا العمل بهذا المنحى من فضلكم". ونوهت أيضا بالمغرب من خلال الإنجازات التي حققها في مؤتمر الأطراف كوب 22 بمراكش، والمشاريع التي أنجزها على مستوى الطاقات المتجددة، مشيرة إلى أن الأممالمتحدة تعترف بهذه الإنجازات.