أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أول أمس الخميس بواشنطن، مباحثات مع كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر، تمحورت حول القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وشكل هذا اللقاء مناسبة للتنويه بالدور الريادي، الذي يضطلع به جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، في إشاعة السلم والوئام والاستقرار في الشرق الاوسط، وكذا بالسمة المميزة للمملكة كأرض للقاء والعيش المشترك، بفضل المبادرات التي ما فتئ جلالة الملك يقوم بها لتعزيز هذا الطابع المتفرد للمغرب. وجرت هذه المباحثات، على الخصوص، بحضور دينا باول المستشارة المساعدة لشؤون الأمن الداخلي، وجيسون غرينبلانت مساعد الرئيس ترامب والممثل الخاص في المفاوضات الدولية. وكان بوريطة أجرى قبل ذلك، مباحثات بمقر وزارة الخارجية الأمريكية مع كاتب الدولة الأمريكي ريكس تيليرسن. وهمت هذه المباحثات الشراكة الاستراتيجية المتعددة الأبعاد القائمة بين الرباط وواشنطن، اللذين يربطهما اتفاق التبادل الحر الساري المفعول منذ سنة 2016، والحوار الاستراتيجي الذي تم إطلاقه سنة 2012، وسبل تعزيز هذه الشراكة أكثر على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية وفي مجال مكافحة الإرهاب. كما التقى الوزير كبار المسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية إلى جانب رئيسي لجنتي الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس، بوب كوركر، وإيد رويس. كما أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أول أمس الخميس بواشطن، مباحثات مع رئيسي لجنتي الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس، بوب كوركر، وإيد رويس. وقال بوريطة، الذي أجرى مباحثات أيضا مع السيناتور، بين كاردين، العضو البارز بلجنة الشؤون الخارجية، في تصريح للصحافة، إن هذه اللقاءات كانت مناسبة لتأكيد العلاقات القوية، التي تجمع الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمملكة المغربية. وذكر الوزير في هذا السياق، أن جلالة الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، عمل إلى جانب الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين، على وضع أسس قوية واستراتيجية لهذه العلاقات التي تتمثل في اتفاق التبادل الحر المبرم قبل عشر سنوات، والحوار الاستراتيجي، الذي أطلق منذ سنة 2012، مبرزا أن هذه الدينامية تتجسد أيضا من خلال التعاون الأمني والعسكري والثقافي، "بفضل كل هذه الآليات التي وضعت من خلال العمل الذي قام به جلالة الملك بمعية الرؤساء الأمريكيين". من جهة أخرى، أكد بوريطة أن زيارته لواشنطن شكلت مناسبة كذلك، للتأكيد على أهمية هذه الآليات في مجال العمل الثنائي وضرورة تدعيمها، مع الأخذ بالاعتبار السياق العالمي والإقليمي الجديد. وأشار الوزير الذي كان قد أجرى مباحثات في وقت سابق اليوم مع رئيس الدبلوماسية الامريكية ريكس تيليرسن، وكبار المسؤولين بالخارجية الامريكية، أن المسؤولين الأمريكيين سواء بالكونغرس أو في وزارة الخارجية، أكدوا على أهمية العلاقات مع المغرب، منوهين بالدور الذي يقوم به جلالة الملك على المستوى الإقليمي خاصة في إفريقيا وعلى صعيد العالم العربي. كما أبرز أن هذه المباحثات كانت فرصة للتنويه بالمغرب كمنوذج في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية، تحت قيادة جلالة الملك، وكذا الاعتراف بالدور الذي تقوم به المملكة في مكافحة الإرهاب، ليس فقط من الجانب الأمني والعسكري، ولكن وفق المقاربة الشمولية التي اعتمدها المغرب والتي تحظى بالاعتراف على المستوى الدولي. وأكد بوريطة أن المسؤولين الأمريكيين أبدوا الرغبة في الاستفادة من تجربة المغرب على مستوى القارة الإفريقية "والتي تعد أولوية كذلك بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية". وأفاد أن مباحثاته مع المسؤولين الأمريكيين تناولت أيضا الملف الليبي والدور الذي لعبه المغرب على هذا الصعيد، والثقة التي يتمتع بها لدى كل الفرقاء الليبيين. كما تطرقت المباحثات، يضيف بوريطة، إلى القضية الوطنية، حيث تم التأكيد على الموقف الثابت للإدارة الأمريكية منذ سنوات، والذي يصف مخطط الحكم الذاتي بالصحراء بالواقعي والجدي وذي المصداقية.