يعرض موسم أصيلة الدولي أزيد من خمسمائة عمل فني نادر، في الموسم الثقافي الدولي 39. وأعطى محمد بنعيسى، رئيس بلدية أصيلة، السبت الماضي، الانطلاقة لمعارض اللوحات الفنية لبنك المغرب ومعرض "الربيعيات"، بمشاركة عدد من الفنانين والنقاد والمثقفين من المغرب والخارج. ومكنت المعارض الفنية، التي فتحت أبوابها في وجه أبناء المدينة وزوار أصيلة منذ السبت الماضي، من اكتشاف مجموعة بنك المغرب التي تضم تراثه من الصور واللوحات الفنية، والتي ترمي إلى الحفاظ على البصمة التي تركها العديد من كبار الفنانين المغاربة والأجانب، إذ تحتفي المجموعة بالفنانين من جميع المشارب الذين نجحوا من خلال نظراتهم المتقاطعة في التعبير عن سحر بلد تتعدد فيه التأثيرات. وأضحت هدى خالدي، المسؤولة عن البرمجة والعمل الثقافي بمتحف بنك المغرب، أن الهدف من تنظيم المعرض هو تعريف جمهور المهرجان بجزء من مجموعة بنك المغرب التي تتكون من وحدتين، خصصت إحداهما لرسامين مغاربة من الجيل الأول، مثل فريد بلكاهية، والشعيبية طلال، وأحمد شرقاوي، وجيلالي غرباوي، وميلود لعبيد، بينما خصصت المعرض الثاني لكبار الفنانين الفوتوغرافيين المغاربة، بينهم ليلي السيدي، وماجدة خطاري، وسعيد عفيفي، ومحمد الباز، ولمياء الناجي. وتتيح معارض بنك المغرب للجمهور الاطلاع على أعمال كبار الرسامين المغاربة، من بينهم أحمد الشرقاوي، الذي اهتم بالعلامة الأمازيغية والخط العربي والوشم، والجيلالي الغرباوي، المعروف بحركيته الوجدانية التجريدية، والشعيبية طلال، التي أبدعت أعمالا تصنف ضمن الفن الخام، فضلا عن محمد بن علي الطالبي، الذي أرخ بطريقة غرافيكية لحقبة مضت من تاريخ المغرب. وفي تصريح إعلامي، قالت الرسامة المغربية، سناء الصغريني، إن المعرض الجماعي "الربيعيات" الذي تقدم فيه أعمالها، يشكل تجربة بدأتها مع مؤسسة أصيلة منذ سنتين بهدف فتح ورشات الموسم أمام الرسامين المغاربة والأجانب، وتقاسم تجارب في هذا النوع من الفن، مشيرة إلى أن جميع الأعمال المعروضة تحمل طابع أصيلة الأصيل، وخاصة اللون الأزرق. وقالت إنه "في أصيلة لا يمكن للمرء إلا أن ينبهر بالسحر الفني لهذه المدينة، التي تحفز على الابداع والفرح وحب الفنون، ما يؤكد كونها مدينة للثقافة والفنون". ويضم معرض "الربيعيات" نخبة من أعمال تشكيليين مغاربة، بينهم تشكيليون من أصيلة. ويتعلق الأمر بمحمد أنزاوي، الذي يمزج بشكل قل نظيره بين الاتقان الجيد للتقنية والتواضع، ونور الدين شاطر، الذي يلقي الضوء على التفاعل بين ما هو نصي وتصويري، ورسومات الممثلة أمل الأطرش، التي تكشف عن بصمة امرأة جريئة ومنفتحة وماهرة. كما يضم المعرض رسومات للبحرينية لبنى علي أمين، والإسبانية مارتا دي بابلوس، التي تعتمد على تدوير عدد من المواد على غرار الزجاج. اعتبر الناقد الفني عبد الرحمان بن حمزة أن الفنانين المغاربة، الذي يعرضون أعمالهم في هذه المعارض، يعتمدون أساليب من التجريدي إلى التصويري، مرورا بالتصوير الفوتوغرافي، ما يبرهن على غنى الابداع في المغرب، الذي يجد جذوره في التراث الوطني الأصيل، بينما تعتبر أعمال الفنانين الأجانب امتدادا لإرث فني غربي. وأطلق برنامج الفنون التشكيلية والكتابة ضمن فعاليات الموسم الثقافي الدولي لأصيلة، الذي يعرف نشاطا فنيا موازيا/ يتمثل في مشغل صباغة الجداريات، إضافة إلى الاحتفاء بجدارية "حكاية منضالا"، ومشغل الحفر والصباغة، ومرسم الطفل، ومشغل كتابة وإبداع الطفل، ومعارض أخرى. وينظم الموسم الثقافي تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، وتؤطر الدورة 39 الرؤية الثاقبة لجلالة الملك الرامية إلى تمكين شعوب إفريقيا من القدرة على الجماعي لتحقيق التنمية، إذ جاء في الرسالة السامية لجلالة الملك الموجهة إلى المشاركين في القمة 28 للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا بتاريخ 31 31 يناير الماضي أن "المغرب اختار سبيل التضامن والسلم والوحدة. وإننا نؤكد التزامنا من أجل تحقيق التنمية والرخاء للمواطن الإفريقي، فنحن شعوب أفريقيا، نتوفر على الوسائل وعلى العبقرية، ونملك القدرة على العمل الجماعي من أجل تحقيق تطلعات شعوبنا". وتستحق أصيلة، التي تقع على شاطئ المحيط الأطلسي، أن تنال شرف احتضان الموسم الثقافي الدولي، الذي أصبح في مصاف المواسم العالمية التي تعنى بالفكر والثقافة العالمية، واستشراف الرؤية المستقبلية لشعوب القارات الخمس، بحكم أن هذه المدينة شهدت، على مدى ثلاثة عقود من الزمن، تحولات على مستوى البنيات التحتية، والمرافق العمومية، وأشكال العمران. واستطاعت أن تتحول إلى قطب ثقافي وسياحي، يحج إليها آلاف المثقفون كل سنة. وتتضمن فعاليات المهرجان الدولي انعقاد الدورة 32 لجامعة المعتمد ابن عباد الصيفية، ومشاغل الفنون التشكيلية، ومرسم الطفل، ومشغل كتابة وإبداع الطفل، ومعارض متنوعة، وعروض غنائية وموسيقية. ومهد للانطلاقة الرسمية للموسم الثقافي الدولي فعاليات فنية للرسم وفن التشكيل على أغلب جدران المدينة منذ بداية الشهر الجاري.