أسدل مهرجان "كناوة وموسيقى العالم" بالصويرة، مساء أول أمس السبت، الستار على فعاليات دورته العشرين المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، على إيقاع احتفالية بهيجة وآسرة استقطبت جمهورا غفيرا غصت به منصتي "مولاي الحسن"، والشاطئ. وقدمت السهرات الختامية عروضا للمزج ألهبت حماس الجمهور ، فانطلقت بإقامة فنية جمعت الموسيقى الصوفية الهندية، والباكستانية بتاكناويت على المنصة الكبرى للتظاهرة، إذ تألق خلالها لمعلم الشاب مهدي ناسولي مع الفنانين الهندي مراد علي خان، والباكستاني شهيب حسني، وعازف القرع البرازيلي زي لويس ناسيمينتو. واقترحت السهرة نفسها مزجا آخر وصف بالمثير والشاعري، جمع لمعلم مصطفى باقبو مع موسيقى "كروف" لأسطورة البلوز لوكي بيترسون، وزاد من حماس الجمهور، عودة رائد الإيقاعات البرازيلي كارلينوس براون إلى منصة مولاي الحسن، التي استقبلته في حفل افتتاح المهرجان. واختتمت سهرات منصة الشاطئ بمزج فريد للمعلم عبد السلام عليكان والنجم الكونغولي راي ليما، كما شارك في إحياء الحفل الفرقتين الموسيقيتين مرسى باند من المغرب، وسبيد كرفان من فرنسا، إلى جانب الفنان حسام غينيا، ابن لمعلم محمود غينيا. ولم تقل حفلات ثاني ليالي المهرجان أهمية، فقد لفت نجومها الأنظار، خاصة لمعلم حميد القصري، الذي قدم ليلة الجمعة الماضي، حفلا استثنائيا بمنصة مولاي الحسن، استقطب الآلاف من عشاق "تاكناويت". وتميز الحفل بحضور أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك محمد السادس، وامباركة بوعيدة، كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري، ومريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بالإضافة إلى مجموعة من الأسماء الفنية المعروفة. وبموسيقى هادئة أحيانا سافرت بالجمهور إلى أدغال إفريقيا، وصاخبة أحيانا أخرى، أمتع ابن نهر النيجر الفنان والعازف إسماعيل لو جمهور ثاني سهرات الدورة 20 لمهرجان على المنصة المذكورة. وتفاعل إسماعيل لو، الذي اشتهر بأسلوبه الغنائي المتفرد المستمد من موسيقى البلوز والسول مع جمهور "موكادور"، فاسحا لهم المجال تارة لترديد كلمات أغانيه، ومخاطبا إياهم بالقول، "أنتم اسماعيل لو وأنا الصويرة". ووجه عازف القيثارة والهارمونيكا الماهر خلال الحفل رسالة تحية إلى المرأة في مختلف بقاع العالم، قائلا إن الحياة بدونها تفتقد معناها الحقيقي. وبدورها، أبدعت الفنانة الأمازيغية الفرنسية زهرة هندي في تقديم عرض مبهر أمام جمهور عريض تجاوب مع أغانيها، ليلة الجمعة الماضي ببرج "باب مراكش"، فغنت وتمايلت، ورقصت على إيقاعات الفرقة المصاحبة لها بمشاركة لمعلم الشاب مهدي ناسولي، وبحضور والدتها. وعبرت الفنانة المغربية الفرنسية عن سعادتها بالتجاوب الكبير الذي لمسته من قبل الجمهور ، مؤكدة في حوار مع "الصحراء المغربية" ستنشره لاحقا، أنها المرة الأولى التي تغني أمام والدتها في المغرب.