أدى انهيار منزل قديم بحي الملاح بالمدينة العتيقة لمراكش، بعد ظهر أول أمس الثلاثاء، إلى مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين بجروح، حسب ما علم لدى السلطات المحلية. وأوضح المصدر ذاته أن المنزل المنهار مدرج ضمن المنازل المهددة بالسقوط بالمدينة العتيقة. وحسب المعاينات الأولية للسلطات المختصة، فإن سقوط المنزل نجم عن أشغال هدم أحد المنازل القديمة المجاورة. وخلف الحادث مقتل شخص بالغ يسكن بالمنزل، وإصابة سبعة آخرين من بينهم اثنان كانا يمران بجانب المنزل لحظة سقوطه. وفور علمه بالحادث انتقل إلى عين المكان والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، محمد فوزي، وعناصر الوقاية المدنية وقوات حفظ النظام، من أجل تأمين محيط المنزل المنهار والشروع في عمليات الإنقاذ. من جهة أخرى، تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة مراكش، ليلة أول أمس الثلاثاء، في انهيار جزئي لسبعة منازل حسب ما علم لدى السلطات المحلية التي لم تشر إلى سقوط ضحايا. وأدت الأمطار التي شهدتها المدينة، والتي بلغت مقاييسها في ظرف ثلاث ساعات 58 ملمترا، إلى حدوث فيضانات بالعديد من المناطق بالمدينة الحمراء. وتقع المساكن التي تعرضت للسقوط بدوار السراغنة (المجال الحضري لمدينة مراكش) ومنطقة سيدي يوسف بن علي. وتعبأت السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، من أجل مواجهة هذا الوضع والتدخل في الوقت المناسب أثناء الحالات الطارئة. كما قامت السلطات المحلية بإخلاء سكان العديد من الدور الآيلة للسقوط بحي الملاح بالمدينة العتيقة كإجراء احترازي. وعلاوة على العمليات التي جرى القيام بها بالأماكن المتضررة، يضيف المصدر ذاته، جرى تسخير وسائل تقنية ولوجيستيكية مهمة من أجل إزالة المياه وإرجاع الوضع إلى حالته الطبيعية. من جانب آخر، أكدت وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة أن المنزل المنهار يدخل ضمن مجموعة الدور التي يستهدفها الشطر الثاني من برنامج للتدخل وضع من أجل معالجة ظاهرة الدور الآيلة للسقوط بالمدينة، كما هو الشأن بالنسبة لمدن أخرى. وأوضحت الوزارة، في بلاغ، أن هذا البرنامج يهم 2180 بناية تقطنها 3500 أسرة، مشيرا إلى أنه جرى إجراء الخبرة التقنية على 1590 بناية قامت بها مكاتب دراسة متخصصة في هذا المجال، في حين تمت معالجة 619 بناية، منها لحد الآن، ما بين عملية الهدم بالكامل التي همت 206 بنايات والتقوية التي شملت 413 بناية بتكلفة إجمالية بلغت 57 مليون درهم. وأضاف البلاغ أن معالجة ظاهرة المباني الآيلة للسقوط إحدى الأولويات الأساسية لبرنامج عمل هذه الوزارة، بمعية كافة المتدخلين، حيث تمت بلورة سياسة متكاملة بهذا الخصوص، رصدت لها موارد مالية مهمة والخبرة التقنية اللازمة، وتشمل كافة المناطق التي تعرف انتشارا لهذه الظاهرة. وأشار المصدر إلى أن الوزارة لن تدخر جهدا، كما هو الشأن بالنسبة لكافة المتدخلين والمعنيين، لمعالجة أوضاع الأسر التي تقطن بالمباني الآيلة للسقوط من خلال تسريع وتيرة تنفيذ البرامج المسطرة في هذا الشأن. وأعربت وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة عن عميق تأثرها وصادق مواساتها لعائلات الضحايا. من جهة أخرى، أكدت السلطات المحلية بمراكش تراجع احتمالات فيضان واد إيفيل الذي يعبر جزءا من المدينة، بعد بضع ساعات من تهاطل أمطار طوفانية، مساء أول أمس الثلاثاء. وأوضح مركز للقيادة وتتبع الوضع أقيم بولاية مراكش تحت إشراف والي الجهة، بحضور ممثلي السلطات المحلية ومختلف المصالح المعنية، أنه رغم أن مستوى مياه واد إيفيل ارتفع بشكل كبير، فإن احتمالات فيضانه بدأت في التراجع حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا.