قالت وزارة الخارجية الصينية، أمس الثلاثاء، إن الحكومة ستبحث بتأن تقرير محققي الأممالمتحدة الذي أكد استخدام غاز الأعصاب السارين في هجوم 21 غشت خارج العاصمة السورية دمشق. مقاتلون إسلاميون في سوريا (خاص) صرح بذلك هونغ لي المتحدث باسم الوزارة في إفادة صحفية يومية في بكين. ولا يشير التقرير الذي طال انتظاره لمن شن الهجوم، غير أن مبعوثي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا قالوا إن تفاصيل فنية في التقرير تشير إلى مسؤولية الحكومة السورية. وقال البيت الأبيض إن تقريرا للأمم المتحدة أكد استخدام أسلحة كيماوية في هجوم في سوريا في 21 غشت الماضي، يدعم الحجج الأمريكية بشأن مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم. وقالت سوزان رايس، مستشارة الرئيس باراك أوباما للأمن القومي، في بيان إن الأدلة الفنية في التقرير - بما في ذلك أن غاز السارين المستخدم كان عالي الجودة وأن صاروخا بعينه استخدم في الهجوم - تشكل أهمية كبيرة. وأضافت أن الاستنتاجات "تعزز تقييمنا بأن تلك الهجمات نفذها النظام السوري لأنهم هم فقط من يمتلكون القدرة على تنفيذ هجوم بهذا الشكل. من جهة أخرى، قال الجيش السوري، أول أمس الاثنين، إن تركيا تسرعت في إسقاط طائرة هليكوبتر سورية، بعدما دخلت المجال الجوي التركي واتهم حكومة رئيس الوزراء طيب أردوغان بمحاولة تصعيد التوتر على الحدود. وقالت القوات المسلحة السورية في بيان نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية "ردة الفعل المتسرع من الجانب التركي، وخاصة أن الطائرة كانت في طريق العودة ولم تكن مكلفة بأي مهام قتالية هي دليل على النوايا الحقيقية لحكومة أردوغان تجاه سوريا بتوتير الأجواء وتصعيد الموقف على الحدود بين البلدين. من جهتها، قالت تركيا إن طائراتها الحربية أسقطت طائرة هليكوبتر سورية يوم الاثنين بعدما انتهكت المجال الجوي التركي وحذرت الحكومة من أنها اتخذت كل الإجراءات اللازمة للتصدي لأي انتهاكات أخرى. وقال الجيش التركي في بيان إن تركيا أرسلت طائرتين إف-16 إلى الحدود بين إقليم هاتاي الجنوبي وسوريا بعد تحذير الهليكوبتر وهي من طراز مي-17 من أنها تقترب من المجال الجوي التركي بعد 1430 (1130 بتوقيت جرينتش) بقليل. وقال بولنت ارينتش نائب رئيس الوزراء التركي إن طائرة حربية أسقطت الطائرة الهليكوبتر بعدما دخلت لمسافة كيلومترين في تركيا قرب بلدة يايلاداجي الحدودية. وقال "وجهت عناصر دفاعنا الجوي تحذيرات لها أكثر من مرة". وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للصحافيين في باريس "لن تسمح تركيا أبدا بأي انتهاك لحدودها... سندافع عن حدودنا وعن أمن شعبنا للنهاية". وقال عقب اجتماع لبحث القضية السورية مع نظرائه الأمريكي جون كيري والبريطاني وليام هيج والفرنسي لوران فابيوس "لن يجرؤ أحد على انتهاك حدود تركيا بأي حال مرة أخرى". وأضاف أنه سيتم إطلاع الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وأعضاء حلف الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا على تفاصيل الحادث. وتؤيد تركيا التدخل العسكري في سوريا وزادت خيبة أملها بسبب ما تعتبره ترددا من جانب الغرب. وتؤوي تركيا التي تربطها حدود مع سوريا بطول 900 كيلومتر نحو ربع السوريين الذين فروا من الصراع في بلدعم والبالغ عددهم نحو مليوني شخص.