أفادت مصادر "المغربية"، أنه أخيرا، باشر الجزارة بسوق الشماعية التابعة لإقليم آسفي، الخميس المنصرم، عملهم بعد فتح محلاتهم وعرض اللحوم وبيعها بالسوق الأسبوعي بعدما جرى توقف عملية الذبح بسبب نزاع بين طبيب بيطري وجزارة مدة أزيد من 15 يوما. وقالت المصادر إن لجنة محايدة مكونة من طبيب بيطري من مدينة آسفي وتقنيين وأعضاء من المركز المغربي لحقوق الإنسان والسلطات المحلية والدرك الملكي، عاينت الخميس الماضي عملية الذبح. وأضافت المصادر أن عملية المراقبة تمت في جو سلمي ولم تحدث أي نزاعات من قبل الجزارين، رغم حجز بعض اللحوم والكبد التي كانت بها أكياس مائية استدعت إتلافها على الفور. وكانت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي باليوسفية، فتحت تحقيقا حول تعرض طبيب بيطري بمدينة الشماعية لمحاولة تصفية جسدية بواسطة "مدية" من طرف جزار، والسب والشتم والتهديد من طرف جزارين آخرين بمذبح السوق الأسبوعي بالشماعية. وقالت المصادر إن الاعتداء على الطبيب البيطري جاء إثر قيام الأخير بمهامه المتمثلة في رصد بعض الأمراض في لحوم المواشي، خصوصا في الكبد والرئة، التي تشكل، حسب المصادر، خطرا على صحة وسلامة المستهلك، إذ حاول المسؤول البيطري إتلاف اللحوم لكنه تعرض للتهديد والسب والشتم. وفي هذا السياق، أكد الدكتور منير السرتاني، عن اللجنة الوطنية للأطباء البياطرة المفتشين، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، ل "المغربية"، أن هذه الأخيرة بصدد مناقشة مشكل الطبيب البيطري بالشماعية مع مديرية المصالح البيطرية لإيجاد حل لضمان السلامة الجسدية للطبيب المذكور المهدد بالتصفية الجسدية. يذكر أن الطبيب المذكور كان وضع شكاية في موضوع الاعتداء أمام أنظار النيابة العامة بابتدائية اليوسفية ضد المتهم (أ.ع)، بمؤازرة من هيئات حقوقية ومدنية بالشماعية، التي تسانده في ما يتعرض إليه من قبل من أسماهم بيان صادر عن التنسيقية المحلية بالمدينة ب"مافيا الذبيحة السرية" التي تحاول إغراق السوق المحلية باللحوم الفاسدة. وقالت المصادر إن الهيئات الحقوقية طالبت الجهات المسؤولة بتوفير الحماية اللازمة للطبيب البيطري، الذي تعرض للتهديد بالتصفية الجسدية. وكانت مدينة الشماعية شهدت احتجاج العشرات من أصحاب محلات بيع اللحوم الحمراء، بسبب إغلاق محلاتهم في وجه الزبناء ومقاطعة الذبيحة بمجزرة السوق الأسبوعي بالشماعية، وطالب الجزارون المحتجون السلطات المحلية ورئيس المصلحة البيطرية بآسفي، بإعفاء الطبيب البيطري المسمى (ع. ر) من مهامه، وذلك بعد قرارات هذا الأخير المتمثلة في حجز وإتلاف اللحوم الفاسدة والمريضة. وأشارت المصادر إلى أنه بعد احتجاج الجزارين عقد لقاء عاجل ضم ممثلي السلطة المحلية، وممثل الدرك الملكي بسرية اليوسفية، ورئيس المصلحة البيطرية بآسفي، وممثلين عن جزاري المدينة، على خلفية قرارهم المتمثل في مقاطعة الذبيحة بمجزرة السوق الأسبوعي بالشماعية، واحتجاجهم على قرارات الطبيب البيطري، إذ خلص القرار إلى رفع طلب عاجل للإدارة الجهوية بمدينة سطات، والمركزية المكلفة بالمصلحة البيطرية بالرباط، للوقوف على حقيقة ما يقع بمجزرة الشماعية.