بعد أزيد من ثماني سنوات على عرض فيلمها الأول "ماروك"، تعود المخرجة المغربية ليلى المراكشي إلى الواجهة من خلال فيلمها "روك القصبة"، الذي قدمته مساء الخميس المنصرم، في عرض ما قبل الأول بالمركب السينمائي "ميغاراما" بالبيضاء. عمر الشريف في لقطة من الفيلم (خاص) تميز العرض ما قبل الأول للفيلم بحضور مخرجة الفيلم ليلى المراكشي ومعظم نجوم الفيلم، وطاقميه الفني والتقني، وعدد مهم من الوجوه الفنية، والإعلامية المغربية. وتجري أطوار هذا الفيلم، الذي سينطلق عرضه يوم 11 شتنبر الجاري بمختلف القاعات السينمائية الوطنية، في فصل الصيف بمدينة طنجة، ويحكي قصة عائلة تدفن رب الأسرة المتسلط. وعلى مدى أيام الجنازة الثلاثة، يسترجع الجميع الذكريات وتحدث مصادمات، لتنكشف الأسرار وتبدأ تصفية الحسابات بعد رحيل الأب، الذي شكل متنفسا لهؤلاء النسوة حتى يكشفن عما يعشنه من مشاكل. واشترك في تجسيد أدوار هذا الفيلم نخبة من الأسماء الفنية الوطنية والعالمية، من أبرزها الفنان المصري العالمي عمر الشريف، والفلسطينية هيام عباس، والمغربية مرجانة العلوي، واللبنانية نادين لبكي، والبلجيكية لبنى أزبال، وفاطمة هراندي، وعادل بنشريف، وأسية بنتريا، وخالد البكوري وآخرون. في حديثها عن الفيلم، قالت ليلى المراكشي إنها استلهمت أحداثه من الواقع، وأن شخصيته الرئيسية مستمدة من حياة عمها، الذي ذكرت أنه جمع بين التسلط والشاعرية. وقالت ليلى المراكشي، في كلمتها قبل عرض الفيلم، إن فيلمها جاء رغبة منها في "إظهار تقاليدنا الخاصة بالجنائز، التي اعتبرتها مختلفة بشكل كبير عن العالم الغربي، لتبرز الفرق بين ما يبدو عليه حال هذه الأسرة أمام الناس، وما يعيشه أفرادها خلف أسوار البيت من صراعات طاحنة"، مضيفة أن الفيلم محاولة لإبراز ما تعيشه بعض النساء من صراع، نتيجة ثقل التقاليد، ما يدفعهن إلى السير في طرق مختلفة. وأكدت أن شريطها "تكسير للإيقاع السريع الذي أصبح يطبع هذا العصر، مع ابتعاد عن الإثارة". وكشفت المراكشي أن اختيارها مدينة طنجة جاء بعد فشلها في إيجاد بيت يصلح لتصوير أحداثه في الدارالبيضاء، خاصة أن بحثها كان عن قصر كبير يعود لعهد الاستعمار، يشير إلى مخلفات الماضي، الأمر الذي وجدته في "مدينة طنجة لما تجسده من ماض مجيد، فضلا عن أنها مدينة المتعة، وذات شعبية خاصة لدى الممثلين الأوربيون".