بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. الشعيبية رفقة الرئيس السابق لقناة (تي في 5) إلى جانب شخصيتها الكاريزمية، التي تحدثت عنها موسوعة تراجم الفن الإفريقي في جزئها الرابع، الذي نشرته جامعة إنديانا للإعلام، تعد الشعيبية، حسب تصريح نجلها طلال، سيدة الرهانات الصعبة، وفأل خير ويمن وبركات داخل أوساط المهتمين بمقتربها ومنجزها الصباغي، وصنيعها الإبداعي، والمعجبين بها إنسانة وفنانة. يذكر الحسين طلال أن منتجة برنامج cercle de nuit)) دائرة منتصف الليل، قد دشنت حلقاتها بمقابلة خاصة ومنفردة مع الشعيبية عام 1992 صحبة الإعلامي والكاتب الشهير ميشيل فيلد. بعد انتهاء حصة هذا البرنامج قبلت المنتجة الشعيبية بحرارة صحبة فريقها الإعلامي، معبرة عن فرحها الكبير بنجاح هذه الحلقة التي حققت ذروة المشاهدة، إذ تابع ملايين المشاهدين فقراتها بشغف كبير وباهتمام بالغ. يقول الحسين طلال إن حلول الشعيبية ضيفة على هذا البرنامج قد حقق شعبيته وقيمته التداولية داخل أوساط المتفرجين، إذ كان سبقا إعلاميا بكل المقاييس، مانحا نفسا جديدا لهذا البرنامج التلفزي المتميز داخل مواد القناة الفرنسية الثانية. ويضيف الحسين طلال أن هذا الرهان الإعلامي على الشعيبية حقق عدة مكتسبات بالنسبة لهذه القناة وغيرها من القنوات التلفزية الأخرى، خاصة الألمانية، والأمريكية، واليابانية، فاسم الشعيبية وشخصيتها بمثابة رهان حقيقي يحمل في طياته كل بشائر الخير، ما جعل المؤرخة الأمريكية أوزير كلاسيي تلقبها في دراسة أكاديمية بموسوعة تراجم الفن الإفريقي ب" بركة المغرب والعالم بإسره"، وهي دراسة نشرتها جامعة أوكسفورد للإعلام بنيويورك. في سياق هذه الرهانات على اسم الشعيبية وإبداعاتها الفنية الفريدة والاستثنائية بشهادة كبار نقاد الفن العالميين، يذكر الحسين طلال ما كتبته الفنانة دانييل لوبريكير بمناسبة مشاركتها ضمن فعاليات الصالون الثاني للفن المنفرد ببروتان الفرنسية المقامة بفضاء" هوم آرت": "أنا سعيدة بحب الشعيبية لأنها الفنانة التي قررت مصير حياتي. إذ ترددت بين التصوير الصباغي والكتابة. ذات يوم، بالمصادفة (هل توجد مصادفة؟) وقعت عيني على مجلة لنساء تشكيليات تضم نماذج من أعمال الشعيبية، فكانت صعقة البصر. لقد تخليت عن القلم واخترت بشكل حاسم الفرشاة". كما أن الناقدة الفرنسية سيريس فرونكو لا تتردد في التعبير عن هذا الرهان الخاص بالشعيبية، فكل معارضها الجماعية متوجة بأعمال الشعيبية التي تشكل صورة ملصقاتها، وأغلفة المجلات المتخصصة التي تتناول أخبارها، يذكر الحسين طلال معرض دار الفنون الباريسية تحت عنوان" رغبات خامة"، ومعرض" إبداعات مجددة أو الفن المنطلق" بمركز أناتول فرانس، ومعرض بنيويورك، وحفل افتتاح المركب الثقافي الكبير"كوارتس" ببلدة بريست الفرنسية. يستحضر طلال، أيضا، بفخر واعتزاز كون اسم الشعيبية دخل ضمن الأسماء القياسية لضربات الحظ السعيدة، حيث اقترن اسمها بالجائزتين الشهيرتين على الصعيد العالمي في مجال سباق الخيل، وهما جائزتا "ديان" و"فيلاند".